قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، في تقرير نشرته الجمعة 19 أغسطس/آب 2022، إن محكمة أمريكية قضت بالسجن مدى الحياة على الشافعي الشيخ، وهو مقاتل بريطاني في تنظيم "داعش" وعضو بخلية الإعدام التي يطلق عليها "بيتلز داعش" بسبب لهجتهم البريطانية؛ وذلك لدوره في احتجاز رهائن ومقتل 4 أمريكيين، إضافة إلى مواطنين بريطانيين ويابانيين.
حيث صدر ضد "الشيخ" 8 أحكام متتالية بالسجن مدى الحياة في قاعة محكمة بولاية فرجينيا، وذلك في الذكرى الثامنة لقطع رأس أحد ضحاياه، وهو الصحفي الأمريكي جيمس فولي.
اتهامات لـ"الشيخ" باحتجاز رهائن وقتلهم
اتُّهم "الشيخ" وعضو آخر بالخلية، وهو أليكساندا كوتي، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، بـ8 تهم؛ لتورطهم في احتجاز الرهائن وقتل فولي، والصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف، وعاملي الإغاثة الأمريكيين بيتر كاسيغ وكايلا مولر، وكذلك قتل مواطنين بريطانيين ويابانيين. وأُدين "الشيخ" في أبريل/نيسان الماضي.
في حديثها للصحفيين بعد الحكم، قالت ديان فولي، والدة جيمس فولي، إنها ممتنة للحكم لكنها وصفته بأنه "نصر أجوف". وأضافت: "لقد فقدت بلادنا 4 من أفضل مواطنيها. لقد فقدنا أحباءنا إلى الأبد".
خلال محاكمة "الشيخ" التي استمرت أسبوعين، شهد رهائن سابقون على الظروف الوحشية والضرب والتجويع والتعذيب التي تعرضوا لها من قبل أعضاء الخلية الثلاثة، أحدهم محمد إموازي، الذي قُتل في غارة بطائرة بدون طيار في عام 2015. وحُكم على أليكساندا كوتي بالسجن مدى الحياة في وقت سابق من العام الجاري.
جرائم خطيرة
كذلك وخلال إصدار الحكم الجمعة، أكد الادعاء العام خلال المطالبة بأحكام المؤبد الثمانية، أن الجرائم التي ارتكبها أعضاء خلية داعش "خطيرة، وسادية، وبغيضة تماماً".
من جانبها كشفت صحيفة "ميرور" البريطانية أن الشافعي الشيخ عضو خلية "البيتلز" التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية والتي عُرفت باحتجاز رهائن غربيين وتعذيبهم وإعدامهم، سيقضي عقوبة السجن مدى الحياة داخل أحد أكثر سجون العالم تحصيناً وحراسة.
في حين يُتهم أعضاء "البيتلز" البالغ عددهم أربعة أشخاص ونشطوا في سوريا بين عامي 2012 و2015، بعدما كانوا قد تبنوا أفكاراً متطرّفة في لندن، بالإشراف على احتجاز ما لا يقل عن 27 صحفياً وعاملاً في المجال الإنساني قدموا من الولايات المتحدة وأوروبا وبلجيكا واليابان ونيوزيلندا وروسيا.
اكتسبت هذه المجموعة سمعة سيئة من خلال نقل مشاهد إعدام الأسرى في مقاطع فيديو مروعة. ووفقاً لصحيفة "ميرور"، من المقرر أن يتم نقل "الشيخ" إلى سجن "سوبر ماكس" أو "'يه دي إكس" بولاية كولورادو والمعروف أيضاً باسم "ألكاتراز الروكيز"، في إشارة إلى سجن ألكاتراز الشهير في ولاية كاليفورنيا والذي استقبل رجل العصابات الشهير آل كابوني ومجرمين بارزين آخرين.
الهروب من السجن
تقول الصحيفة إنه لا يوجد أحد نجح في الهروب من هذا السجن فائق الحراسة والواقع في مدينة فلورنسا منذ افتتاحه عام 1994 لاستقبال السجناء الأكثر خطورة في الولايات المتحدة.
يضم السجن المحكومين بقضايا الإرهاب والمتطرفين العنصريين ورجال العصابات وقتلة متسلسلين وزعماء مخدرات وأولئك الذين يُعتبرون عنيفين جداً بحيث لا يمكن أن يبقوا بين عامة السكان.
حسبما نشرت الصحيفة، يعيش السجناء في "سوبر ماكس" في حبس انفرادي شبه مستمر، حيث يقضون 23 ساعة أو أكثر في اليوم معزولين في زنزانة صغيرة جداً معزولة عن الصوت عزلاً تاماً، يصل طولها لمترين وعرضها نحو ثلاثة أمتار ونصف، وتحتوي على نافذة صغيرة طولها 10 سنتمترات.
من جانبه وصف المدير السابق للمكتب الفيدرالي للسجون، نورمان كارلسون، السجن بأنه مكان لاعتقال أسوأ فئة من المجرمين. ووفقاً للصحيفة فإن أي أحد لم ينجح في الهروب من السجن، مضيفةً أن معظم السجناء البالغ عددهم 341 نزيلاً، يخرجون فقط في حالة الموت، أو إذا حالفهم الحظ، عن طريق النقل إلى منشأة أخرى.