لاجئون مصريون بكوريا الجنوبية يخشون الترحيل.. اعتصموا أمام وزارة العدل ويتهمون السلطات بـ”التمييز”

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/18 الساعة 15:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/18 الساعة 15:50 بتوقيت غرينتش
معارضون مصريون في أمريكا/ رويترز (أرشيف)

اعتصم أكثر من 40 طالب لجوء مصرياً خارج وزارة العدل في كوريا الجنوبية؛ احتجاجاً على ست سنوات من الانتظار لتسوية وضعهم كلاجئين، بحسب ما قاله موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 18 أغسطس/آب 2022. 

ومنذ 6 يوليو/تموز 2022، نظم المتظاهرون المصريون وعائلاتهم اعتصاماً خارج المجمع الحكومي في غواتشون، بالقرب من العاصمة سيول، في ظل الحر الشديد والأمطار الغزيرة، على أمل ممارسة الضغط على السلطات للاعتراف الفوري بوضعهم كلاجئين سياسيين. 

قال محمد جمعة طحاوي، وهو ناشط سياسي سابق وطالب لجوء في كوريا الجنوبية: "أصبحنا لاجئين سياسيين، لأننا عارضنا الديكتاتورية العسكرية. حقوقنا بموجب القانون الدولي تُنتهَك هنا في كوريا الجنوبية". 

هرباً من الاضطهاد الواقع على معارضي حكومة السيسي في مصر، حيث يقبع عشرات الآلاف في السجن بسبب آرائهم السياسية، طلب هؤلاء النشطاء المصريون السابقون اللجوء في كوريا الجنوبية بشكل رئيسي في عامي 2017 و2018، ومع ذلك وعكس توقعاتهم، لم توفر لهم كوريا الجنوبية الحماية. 

تمييز في المعاملة

في الاعتصام، دعا المصريون حكومة كوريا الجنوبية للترويج لنفسها كمدافع عن حقوق الإنسان وحامٍ للاجئين.

بالنسبة لطحاوي، فإن معاملة اللاجئين في كوريا الجنوبية تروي قصة مختلفة عن عرض سيول لنفسها على موقع وزارة الخارجية على الإنترنت كمساهم "في الجهود العالمية لحماية اللاجئين منذ انضمامها إلى المجلس التنفيذي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عام 2000". 

إن العملية المُطوَّلة لفحص اللاجئين، والتي غالباً ما تستغرق عدة سنوات، ليست هي المشكلة الوحيدة. يزعم مقدمو طلبات اللجوء في كوريا الجنوبية أنهم يعانون من قيود متعددة، حيث يُسمح لطالبي اللجوء بالعمل فقط في مجالات العمل اليدوي مثل التصنيع والبناء والزراعة، كما أن الدعم الحكومي لطالبي اللجوء غير موجود عملياً.

في عام 2019، تلقى 609 أشخاص، ويشكلون 4% فقط من عدد المتقدمين بطلبات لجوء في كوريا الجنوبية في ذلك العام، شكلاً من أشكال الدعم المالي من الحكومة، وفقاً لأحدث بيانات وزارة العدل. 

قال حسن المتولي، الذي كان محامياً في السابق، إنه بصفته طالب لجوء، كافح لتوفير الرعاية الصحية لأطفاله. 

أضاف: "ابنتي عانت من ضيق في التنفس بسبب الحساسية، لكننا لم نتمكن من دفع فاتورة المستشفى الباهظة. لا يمكننا حتى نقل أطفالنا إلى المستشفى عندما يمرضون". 

خوف دائم من الترحيل 

يعيش العديد من اللاجئين المصريين أيضاً في ظل خوف دائم من الترحيل. وتخضع الغالبية العظمى من طالبي اللجوء، الذين رُفضت طلباتهم، لتجديد تصاريح الإقامة، المعروفة باسم "تأجيل إنهاء المغادرة"، كل شهرين إلى ستة أشهر. 

وصف عبد الرحمن عاطف الخناني، المحامي الحقوقي السابق الذي اعتُرِفَ به كلاجئٍ العام الماضي، عملية تقديم الطلبات التي استمرت ما يقرب من أربع سنوات، بأنها فترة كابوسية.

قال الخناني: "كان جواز سفري على وشك الانتهاء، وكنت أستيقظ خوفاً من الترحيل إلى مصر كل يوم"، وأضاف: "الحكومة ليست مهتمة بصحتنا النفسية أو الجسدية على الإطلاق. وأعرف طالبي لجوء مصريين حاولوا الانتحار بسبب ذلك". 

بإضافة إلى ذلك، قال إن طالبي اللجوء يواجهون تمييزاً من سلطات الهجرة في كوريا الجنوبية.

في رسالة اطلع عليها موقع Middle East Eye، ردت وزارة العدل في 10 أغسطس/آب، على مطالب المحتجين، قائلةً إن "عدم كفاية الموارد البشرية لقضايا اللاجئين، والتعليق المؤقت لمقابلات اللاجئين بسبب الجائحة قد ساهما في تأخر النظر في طلبات اللاجئين". 

جاء في الرسالة: "ستبذل وزارة العدل قصارى جهدها من أجل تعزيز نظام وممارسات تحديد وضع اللاجئ لتقديم حماية سريعة لمن يحتاجون إلى اللجوء". 

ورفضت الوزارة المزاعم القائلة بأن الحكومة تمارس التمييز ضد اللاجئين والمصريين على وجه الخصوص، وأصرت على أن دستور كوريا الجنوبية وقوانينها "يحظران بشدةٍ أي شكل من أشكال التمييز، ولم يُعامَل أي شخص بشكل غير عادل بسبب بلدانهم الأصلية".

يشار إلى أن حكومة كوريا الجنوبية تتمتع بعلاقات وثيقة مع مصر، ففي شهر يناير/كانون الثاني 2022، زار رئيس كوريا الجنوبية آنذاك مون جاي-إن مصر كجزء من زيارته الرسمية للمنطقة، والتي شملت المملكة السعودية والإمارات. 

وتدرس القاهرة حالياً استيراد أسلحة إضافية من كوريا الجنوبية، من ضمنها دبابات القتال K2 وطائرات FA-50 المقاتلة، وفقاً لوكالة ChosunBiz الكورية الجنوبية. 

وتحافظ سيول على علاقة عسكرية وثيقة مع الإمارات والمملكة السعودية، الراعيتين الرئيسيَّتين للانقلاب العسكري الذي أوصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطة.

تتناقض علاقات سيول الوثيقة مع دول المنطقة بشكل حاد مع معاملتها للاجئين من المنطقة. وفقاً للجنة الوطنية لحقوق الإنسان في كوريا، كان معدل قبول اللجوء، العام الماضي، منخفضاً بشكل مذهل بنسبة 1%.

تحميل المزيد