قال المواطن الأمريكي من أصول لبنانية، هادي مطر، المتهم بطعن الروائي البريطاني من أصول هندية سلمان رشدي، إنه يحترم آية الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفقاً لمقابلة مع صحيفة نيويورك بوست نُشرت الأربعاء 17 أغسطس/آب 2022، حسب رويترز.
في الوقت ذاته كشف "مطر" للصحيفة أنه لم يقرأ "سوى صفحتين" فقط من رواية رشدي "آيات شيطانية"، وأن فكرة التوجه لمكان إلقائه المحاضرة للهجوم عليه وطعنه؛ جاءته عندما قرأ تغريدة على تويتر في الشتاء الماضي تعلن عن زيارة المؤلف لمؤسسة تشاوتاكوا.
كان من المقرر أن يُلقي رشدي (75 عاماً)، محاضرة في المؤسسة الواقعة بغرب نيويورك عن الحرية الفنية، عندما هرع "مطر"،البالغ من العمر 24 عاماً، إلى المنصة وطعن الكاتب الهندي المولد يوم الجمعة الماضي، بحسب ما ذكرته الشرطة.
"أعتقد أن الخميني شخص عظيم"
من جانب آخر، نقلت الصحيفة عن "مطر" قوله، في مقابلة بالفيديو من سجن مقاطعة تشاوتاكوا: "أنا أحترم آية الله. أعتقد أنه شخص عظيم. ولن أقول أكثر من ذلك".
لكن الصحيفة ذكرت أن "مطر" نفى صلته بالحرس الثوري الإيراني.
في المقابل عبَّر عن كرهه للروائي رشدي، قائلاً: "لا أحبه أبداً"، وأضاف: "إنه شخص هاجم الإسلام، لقد هاجم معتقداتهم"، مضيفاً أنه شاهد مقاطع فيديو لرشدي على موقع يوتيوب.
على صعيد آخر، قال ناثانيال بارون، محامي "مطر" الذي عيَّنته المحكمة، إنه لم يكن يعلم أن "نيويورك بوست" اتصلت بموكله لإجراء مقابلة، مضيفاً لـ"رويترز": "لمْ أصرح لأي مصدر خارجي، سواء بمساعدة الحكومة أو بدونها، بالاتصال بموكلي".
طعنه في رقبته وجسده
كان "مطر"، وهو من فيرفيو بولاية نيوجيرسي، دفع بأنه غير مذنب بتهمتَي الشروع في القتل والاعتداء خلال مثوله أمام محكمة، السبت 13 أغسطس/آب الحالي.
والجمعة 12 أغسطس/آب، تعرض الروائي البريطاني من أصول هندية سلمان رشدي (75 عاماً)، لعدة طعنات في رقبته وجسده على يد المتهم اللبناني هادي مطر، وتداول ناشطون مقطع فيديو يُظهر اللحظات الأولى للهجوم.
حينما هرع إلى خشبة المسرح في مؤسسة تشوتاكوا وهاجم رشدي، في أثناء تقديمه لإلقاء كلمة بشأن الحرية الفنية، أمام مئات من الحاضرين. وقالت الشرطة إن شرطياً من الولاية كان حاضراً في الحدث اعتقل المهاجم.
انطوائي المزاج ومتعصب دينياً
بدورها، كشفت والدة مطر، سيلفانا فردوس، في لقاء صحفي مع "الديلي ميل" البريطانية الإثنين 15 أغسطس/آب، أن ابنها زار بلده الأم لبنان في 2018، وعاد "انطوائي المزاج ومتعصباً دينياً". حسب ما صرحت به في مقابلة مع "الديلي ميل" البريطانية.
وأضافت فردوس (46 عاماً)، أن ابنها بعد تلك الزيارة للبنان صار يحبس نفسه بالطابق السفلي من المنزل الواقع في فيرفيو بولاية نيوجيرسي الأمريكية، رافضاً الحديث مع أفراد أسرته.
من جانب آخر، لفتت وكالة فرانس برس إلى أن والدَي المهاجم المتهم شيعيان مطلقان منذ 2004، لافتة إلى أنها كانت تتوقع منه حين عودته من لبنان أن يكون "متحمساً، وأن ينهي دراسته، ويتخرج ويحصل على وظيفة".
واستدركت: "لكن بدلاً من ذلك، حبس نفسه في غرفته تحت الأرض.. لقد تغير كثيراً، ولم يقل أي شيء لي أو لشقيقتيه لأشهر".
تشاجر مع أمه لأنها شجعته على الدراسة
وفي السياق، أوضحت فردوس أن ابنها تشاجر معها في إحدى المرات وسألها عن سبب تشجيعها له على الدراسة بدلاً من التركيز على الدين.
وأكدت أنها لبنانية، مهاجرة منذ 26 عاماً، وتعيش حياة بسيطة كأُم عزباء، مضيفةً: "لا أهتم بالسياسة، ولستُ متدينة. ولدتُ مسلمة، وهذا كل شيء في الأساس. لم أدفع أطفالي إلى الدين أو أجبر ابني على أي شيء. لا أعرف أحداً في إيران، كل عائلتي هنا"، حسب صحيفة النهار اللبنانية.
كما أعربت عن أسفها لما تعرض له الكاتب رشدي، الذي لم تكن تعرف عنه شيئاً قبل الهجوم، مؤكدةً أنها لا تهتم بالسياسة ولا تعرف أحداً بإيران، لافتة إلى أن ابنها "مسؤول عن أفعاله"، حسب فرانس برس.