أعرب الأزهر الشريف عن خالص تعازيه في ضحايا الحريق الذي شب في كنيسة بمحافظة الجيزة، الأحد، 14 أغسطس/آب 2022، نتيجة لتصاعد الدخان الكثيف الناتج عن الحريق، وتدافع الضحايا أثناء محاولتهم الهروب.
وقدَّم الأزهر، في بيان نشرته مواقع إعلام محلية، المواساة إلى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وجميع الإخوة المسيحيين والمصريين.
وأكد الدكتور أحمد الطيب من جانبه أن الأزهر وشيوخه يقفون جميعاً إلى جانب إخوتهم في هذا الحادث الأليم، ويتقدمون بخالص العزاء إلى أسر الضحايا، "داعياً الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يمُنَّ على المصابين بالشفاء العاجل".
كما أعرب عن استعداد الأزهر لتقديم كل أوجه الدعم، إلى جانب مؤسسات الدولة، للمصابين، وجاهزية مستشفيات الأزهر لاستقبال المصابين مع تقديم الدعم النفسي لهم.
حريق خلال قداس بالكنيسة
وقالت وزارة الصحة المصرية في آخر إحصائية لها، إن عدد القتلى في حريق شب في الكنيسة بلغ 41 قتيلاً، وإن الوفيات جاءت نتيجة لتصاعد الدخان الكثيف الناتج عن الحريق وتدافع الضحايا أثناء محاولتهم الهروب.
فيما أوضح مصدران أمنيان لوكالة رويترز أن الحريق الذي اشتعل في التاسعة صباحاً بتوقيت القاهرة، نتيجة ماس كهربائي بمولد الكهرباء الخاص بكنيسة أبو سيفين في حي إمبابة بمحافظة الجيزة، أدى إلى تدافع المصلين الذين بلغ عددهم أكثر من خمسة آلاف.
وأضافا أن النيران كانت تحجب باب الخروج من قاعة الصلاة، مما أدى لتفحم بعض الجثث، كما ذكر المصدران أن غالبية القتلى من الأطفال.
فيما قالت وسائل إعلام مصرية رسمية إن النيابة العامة بدأت التحقيق في ظروف وملابسات الحادث.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر صفحته على فيسبوك "أتابع عن كثب تطورات الحادث الأليم بكنيسة المنيرة بمحافظة الجيزة، وقد وجهت كافة أجهزة ومؤسسات الدولة المعنية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة، وبشكل فوري للتعامل مع هذا الحادث وآثاره، وتقديم كافة أوجه الرعاية الصحية للمصابين".
تابع "أتقدم بخالص التعازي لأسر الضحايا الأبرياء، الذين انتقلوا لجوار ربهم في بيت من بيوته التي يُعبد بها".
كما توجه رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، لزيارة مصابي الحادث، يرافقه وزير الصحة والإسكان خالد عبد الغفار، ونيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، واللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية.
وأكد مدبولي قيام الحكومة بتوفير كافة سبل الرعاية الصحية والدعم للمصابين وأسر الضحايا.
وذكرت وزارة الصحة في بيان أنه قد تم نقل المصابين إلى مستشفى إمبابة العام ومستشفى العجوزة، وأن وزير الصحة رفع حالة الاستعداد بمستشفيات محافظتي الجيزة والقاهرة، بالإضافة إلى توفير جميع فصائل الدم وأدوية الطوارئ للمصابين.
من جانبه، ذكر ياسر منير، أحد الشهود لـ"رويترز" أن أغلب المصلين كانوا بالطابقين الثالث والرابع بالكنيسة، قبل أن يلحظوا دخاناً كثيفاً بالطابق الثاني.
وتابع "الناس تدافعوا للنزول من السلم، فسقطوا فوق بعضهم، وبعدها سمعنا صوت فرقعة وشرار كهرباء، والنار طلعت من كل الشبابيك".
أضاف منير، الذي كان وقت الحريق مع ابنته بالطابق الأرضي، فتمكنا من الهرب وأن "النيران حاصرت اللي مالحقش ينزل من الدورين الثالث والرابع".
وقال ماهر مراد أنه ترك شقيقته بداخل الكنيسة بعد انتهاء الصلاة "بمجرد ما ابتعدت عن الكنيسة بحوالي عشرة أمتار فقط، سمعت صوت الصراخ، وشاهدت دخاناً كثيفاً".
وأضاف "بعد تبريد المطافي للنيران تعرفت على جثة شقيقتي… الجثث كلها متفحمة، وكثير منهم أطفال كانوا موجودين في غرفة الحضانة بالكنيسة".