قال خبراء في الأمن النووي في تصريحات لصحيفة The Independent البريطانية السبت 13 أغسطس/آب 2022 إن أوصاف الوثائق المُصَادرة من منزل ترامب حتى الآن لا تخبر الكثير عن فحواها.
في الوقت نفسه، لم تقدم السلطات الفيدرالية معلومات كثيرة عن الوثائق التي صادرتها من مقر إقامة الرئيس السابق صباح الإثنين 8 أغسطس/آب 2022، لكن صحيفة The Wall Street Journal ذكرت الجمعة 12 أغسطس/آب 2022 أن الضباط صادروا حوالي 20 صندوقاً من المنزل تضم وثائق سرية تحمل عنوان "سري للغاية TS"، أو "معلومات دقيقة حساسة SCI".
وثائق متعلقة بالأسلحة النووية
قالت مصادر مطلعة على التحقيق لصحيفة The Washington Post إن "وثائق سرية متعلقة بالأسلحة النووية" كانت من بين الملفات المصادرة.
من جانبه، قال أليكس ويلرستين، مؤرخ العلوم في معهد ستيفنز للتكنولوجيا الذي يدرس تاريخ الأسلحة النووية: "هذه الأوصاف لا تخبرنا الكثير عن محتواها، ولكنها وثائق على مستويات عالية من السرية، فهي مرتبطة بموضوعات أو برامج يرى من صنّفها تحت بند السرية أنها ستسبب الكثير من الضرر للولايات المتحدة في حال الإفصاح عنها".
أضاف ويلرستين، مؤلف كتاب "Restricted Data: The History of Nuclear Secrecy in the United States": "هي من النوع الذي لا يصح مطلقاً الاحتفاظ به في منشأة خاصة".
كذلك فقد قال: "لو كان موظفاً في أي هيئة سرية، كان سيواجه مشكلة إدارية خطيرة، وربما مشكلة قانونية خطيرة. فقد فُصِل كثير من الأشخاص، وأُلغيت تصاريحهم، لأسباب أوهى من ذلك بكثير".
ويلرستين لدى سؤاله عن طبيعة المعلومات السرية التي ربما تحويها الوثائق المصادرة من قبو منزل ترامب، قال إن وصفها بـ"وثائق سرية متعلقة بالأسلحة النووية" ينطوي على مجموعة من الاحتمالات، تتراوح بين العادية والخطيرة.
كما أضاف: "أود أن أؤكد أن الوثائق والموضوعات المرتبطة بالأسلحة النووية أكثر مما يظن معظم الناس، وهذا يجعل من الصعب تخمين محتواها. ربما تكون مشكلة دبلوماسية، وربما تكون مليون شيء آخر مرتبط بهذا الموضوع. ولذلك قد تكون مشكلة خطيرة أو بسيطة جداً".
العثور على مستندات في المرحاض
لتوضيح الاحتمالات التي قد تنطوي عليها عبارة "وثائق سرية مرتبطة بالأسلحة النووية"، استعان ويلرستين بمثال عن وثيقة سرية تتعلق بلفائف أوراق المرحاض.
قال: "هذا المثال أحبذ طرحه دائماً: في وقت ما، كانت كمية ورق المرحاض المستخدمة في إحدى هيئات الإنتاج معلومة سرية. لأنك لو عرفت كمية الورق الذي يحتاجونه، فستعرف عدد الأشخاص العاملين هناك، ولو عرفت عدد الأشخاص العاملين هناك، فيمكنك تقدير كمية الإنتاج، ولو أمكنك تقدير كمية الإنتاج، فيمكنك تقدير حجم المخزون".
أضاف أنه في المقابل، لو أن الوثائق تحوي معلومات عن البرنامج النووي الإسرائيلي أو القدرات النووية الصينية مثلاً، فسيكون لذلك تأثير كبير على الأمن القومي.
التزام الصمت
في سياق ذي صلة، التزمت شيريل روفر، العالمة النووية المتقاعدة التي عملت في مختبر لوس ألاموس الوطني، الحذر أيضاً في وضع افتراضات عن فحوى الوثائق النووية في حديثها مع صحيفة The Independent.
كما قالت: "ربما تكون شيئاً حميداً نسبياً، مثل أعداد الأسلحة النووية في المخزون، التي تصنف سرية اسمياً، لكن مصادر مفتوحة تتعقبها". وأضافت أنه في أسوأ الأحوال، قد تحوي الوثائق معلومات عن البرنامج النووي الإيراني، وهذا قد يدمر المفاوضات الجارية حالياً بين القوى الدولية.
في اتجاه آخر، قال تقرير صحيفة The Wall Street Journal عن تصريح التفتيش في مارالاغو إن الضباط صادروا وثائق "تحمل عبارة سري للغاية ولا يفترض إتاحتها إلا في مرافق حكومية خاصة".
هذه المستويات من التأمين لا تُطبق غالباً إلا على الوثائق النووية. فحين كانت شيريل تعمل في مختبر لوس ألاموس الوطني، على سبيل المثال، كانت بعض الوثائق تخضع لعدد من مستويات التأمين.
كما قالت: "حين كنت أذهب إلى عملي في المختبر، كان عليّ المرور عبر البوابة وإخراج شارتي للحراس، الذين يراقبون أي شخص لا يملك الشارة المطلوبة. وحين تدخل المكان، تظل الوثائق محفوظة في خزائن موصدة، ولا تتاح إلا للأشخاص الذين يحتاجون للاطلاع عليها".
معلومات دفاع وطنية
من جانبه، قال ويلرسترين إن بعض الوثائق تصنف تحت بند "معلومات دفاع وطنية"، وهي معلومات سرية للغاية، والتعامل معها يخضع لإرشادات معينة.
كما قال: "في المستويات العليا من السرية، فهذه الإرشادات قد تلزمك بضرورة الاحتفاظ بهذه المعلومات في خزنة بأبعاد وقدرات معينة. ومن الضروري أن يحرس شخص يحمل مسدساً المبنى الذي يحوي هذه الخزنة. ولو كنت ستبعث بها إلى أحدهم، فعليك أن تتبع تعليمات محددة، ولا يمكنك قراءتها إلا في غرفة من نوع خاص".