خلصت دراسة جديدة كبرى إلى أن التدخلات العسكرية الأمريكية تستهدف الشرق الأوسط وإفريقيا أكثر من غيرهما، إذ شنت فيهما أكثر من ربع حروبها على مدار تاريخها الممتد على نحو قرنين ونصف، حسب موقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة، 12 أغسطس/آب 2022.
وخلصت الدراسة أيضاً إلى أن الولايات المتحدة منذ تأسيسها عام 1779 وحتى عام 2019، خاضت 400 حرب، وقع ربعها في الفترة التي أعقبت الحرب الباردة في النصف الثاني من القرن الماضي.
وهذه الدراسة الأولى من نوعها، التي تحمل عنوان Introducing the Military Intervention Project: A New Dataset on US Military Interventions, 1776–2019، توصلت أيضاً إلى أن الفترة التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر/أيلول نتج عنها "زيادة في مستويات العدوان"، وأن المغامرات العسكرية الأمريكية أصبحت أمراً عادياً".
وقالت سيديتا كوشي، الأستاذة المساعدة في جامعة بريدج ووتر ستايت في ماساتشوستس، وأحد القائمين على الدراسة: "لم نتوقع أن يصل حجم التدخلات العسكرية الأمريكية ونوعيتها إلى هذه الدرجة التي كشفت عنها الدراسة".
وخلصت الدراسة إلى أن "حقبة ما بعد الحرب الباردة تراجعت فيها الحاجة إلى الدخول في حروب لحماية المصالح الحيوية الأمريكية، ومع ذلك، استمرت التدخلات العسكرية الأمريكية بمعدلات عالية. واستمرت هذه التدخلات العسكرية خلال فترة سلام نسبي، تقلص فيها حجم التهديدات المباشرة للولايات المتحدة وأمنها".
"الحرب العالمية على الإرهاب"
تقول مونيكا دافي توفت، أستاذة السياسة الدولية في كلية فليتشر بجامعة تافتس، إنه خلال "الحرب الأمريكية العالمية على الإرهاب" التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر/أيلول، لم يكن مفاجئاً أن واشنطن اختارت استخدام القوة العسكرية "لحل مشاكلها".
وقالت مونيكا، التي شاركت في الدراسة، لموقع ميدل إيست آي: "الحرب العالمية على الإرهاب هي في الواقع رمز للوسيلة التي لجأت إليها الولايات المتحدة لحل مشكلاتها في هذه الفترة: الحرب".
ووجدت الدراسة أن نهاية الحرب الباردة أطلقت طموحات أمريكا العسكرية العالمية من عقالها. وحتى بعد أن قلص خصوم الولايات المتحدة من تدخلاتهم العسكرية، "بدأت واشنطن في تصعيد حملاتها العسكرية"، وهذا أدى إلى "اتساع الفجوة بين الإجراءات الأمريكية وإجراءات خصومها".
تنفق على جيشها أكثر من 800 مليار دولار سنوياً
واليوم، يقدر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام تكلفة الإنفاق على الجيش الأمريكي بأكثر من 800 مليار دولار سنوياً، وهو ما يمثل نحو 40% من الإنفاق العسكري على مستوى العالم.
وقالت مونيكا: "الولايات المتحدة لا تزال مستمرة في إعطاء الأولوية لوزارة دفاعها وتقليص تمويل ودور وزارة خارجيتها"، وأضافت أن "القوات الأمريكية تنشر جنوداً أكثر مما تنشر سفراء".
وباتت التدخلات العسكرية الأمريكية أكثر غموضاً أيضاً. فقد ولت تلك الأيام التي كانت تزج فيها واشنطن بجيشها بكامل قوته في الحروب، مثلما فعلت في العراق وأفغانستان. فاليوم، تشن القواعد العسكرية البعيدة، مثل مطار أغاديز في النيجر، الذي تبلغ تكلفته 110 ملايين دولار، ضربات بطائرات مسيرة بعيداً عن أعين عامة الناس في الجزء الأكبر من منطقة الساحل.
ومطلع هذا العام، وسَّعت إدارة بايدن الحضور العسكري الأمريكي في إفريقيا بتراجعها عن قرار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بسحب القوات الأمريكية من الصومال، وبالتالي إنشاء قاعدة عسكرية دائمة في البلاد.