“لا نريد مياهاً للاستحمام أو التنظيف بل للشرب”.. العطش يهدد 10 آلاف لاجئ سوري بمخيم الركبان

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/13 الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/13 الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش
كمية المياه التي تصل للمخيم تقدّر بـ700 متر مكعّب يوميًا، لكنها انخفضت إلى 150 مترا مكعبا/ الأناضول

يواجه آلاف اللاجئين في مخيم الركبان، على الحدود السورية الأردنية، شحّاً شديداً بالمياه يهدد حياتهم، ليضيف حلقة جديدة في مأساة المخيم.

المخيم الواقع ضمن الأراضي الأردنية يقيم فيه نحو 10 آلاف لاجئ، يعانون بالأصل من أزمة إنسانية كبرى بسبب النقص الحادّ في الغذاء والدواء والمحروقات والاحتياجات الأساسية.

منظمة "عالم أفضل للتنمية الاجتماعية" المدعومة من اليونيسف، تؤمّن المياه للمخيم، إلا أن كميات المياه التي تصل المخيم انخفضت مؤخراً إلى أقل من النصف، في ظلّ ارتفاع درجة الحرارة إلى أكثر من 40 درجة.

في شهر أيار/مايو الماضي، كانت كمية المياه التي تصل للمخيم تقدّر بـ700 متر مكعّب يومياً، لكن هذه الكمية انخفضت إلى 300 وأحياناً إلى 150 متراً مكعباً بعد شهر مايو/أيار، وبات العطش يمثّل خطراً حقيقياً يحدق بسكان المخيم الواقع في إحدى أكثر المناطق ارتفاعاً بدرجات الحرارة.

"لا نريد سوى مياه شرب"

وللوقوف على حال اللاجئين فيه، قال أبو حسين تدمري، أحد سكان المخيم، إن "سكان المخيم يقفون في طوابير للحصول على الماء، والأطفال يقطعون مسافة كيلومتر على الأقل لحمل 10 ليترات من الماء إلى بيوتهم".

وأشار تدمري إلى أن "ضغط الماء في المنافذ غير كافٍ، لذلك يضطر الشخص للذهاب والعودة أكثر من مرة ليجلب بعض الماء ويضعه في خزانه".

من جانبه قال أبو شادي: "الحرارة في المخيم مرتفعة جداً وتكاد تقتلنا، والمياه شحيحة، ولا نريد مياهاً من أجل الاستحمام أو التنظيف، كل ما نريده هو مياه لنشربها".

نقطة طبية غير مجهزة

مما يزيد معاناة اللاجئين في مخيم الركبان أنه لا توجد فيه سوى نقطة طبية واحدة، يعمل فيها 3 ممرضون فقط.

الممرّض في النقطة أسامة أبو ميسر، أفاد بأنه "لا توجد أدوية نوعية ولا مستلزمات طبية في المخيم، ولا يوجد حليب أطفال، ولا جهة تدعم في هذا الخصوص".

ولفت أبو ميسر إلى أن "عدد الأطفال المرضى نتيجة سوء التغذية ومياه الشرب غير الصحية ارتفع بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة".

كما أكد أن "سكان المخيم بحاجة إلى الغذاء والعلاج ومستوصفٍ كامل المستلزمات ومحروقات وكل الاحتياجات الأساسية الأخرى".

"نتيمّم بدل الوضوء"

أما أبو بلال (71 عاماً) فمُسنٌّ مصابٌ بالسكري والضغط، أوضح أن "الوضع في المخيم كان سيئاً بشكلٍ عام، لكنه زاد سوءاً هذا العام".

وأضاف أن "الأطفال الذين يلعبون طيلة اليوم في أجواء غبارية لا يتمكنون من الاستحمام، وفي بعض الأحيان نضطر للتيمم بدل الوضوء لعدم توفّر الماء".

أبو بلال أشار أيضاً إلى أن سعر برميل الماء الصالح للاستخدام يبلغ 3 آلاف ليرة على الأقل (80 سنتاً أمريكياً).

في 4 أغسطس/آب الجاري، وفي محاولةٍ لمواجهة هذا الواقع الإنساني المتردّي، طالب كلٌّ من الائتلاف الوطني لقوى الثورة، والمعارضة السورية، والشبكة السورية لحقوق الإنسان، بمساعدة عاجلة لمخيم الركبان المحاصر من قبل نظام الأسد، وتأمين المياه لسكانه.

تحميل المزيد