انحسر منسوب نهر الراين إلى مستوى منخفض جديد، يوم الجمعة 12 أغسطس/آب؛ بسبب الجفاف المستمر في ألمانيا وأماكن أخرى في أوروبا؛ ما زاد من تقييد توزيع الفحم والبنزين والقمح والسلع الأخرى وسط أزمة طاقة تلوح في الأفق.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت، الجمعة، إن منسوب المياه في بلدة كاوب بالقرب من فرانكفورت -نقطة وسيطة رئيسية حيث الممر المائي أقل عمقاً من أي مكان آخر على النهر- انخفض إلى أقل من 40 سنتيمتراً، بعد ظهر الجمعة 12، وهو مستوى يفرض مزيداً من الأعباء الاقتصادية على العديد من المراكب لعبور النهر.
وفقاً لنشرة يومية صادرة عن إدارة الممرات المائية والشحن الفيدرالية الألمانية، كانت مناسيب المياه في الممر المائي الرئيسي منخفضة لمستوى غير عادي في هذه المرحلة من العام، ويُقدَّر أنها ستشهد انخفاضاً آخر بمقدار 10-15 سنتيمتراً خلال الأيام الثلاثة أو الأربعة القادمة.
وفي حين أن توقعات الطقس للأيام الـ14 المقبلة تتنبأ بارتفاع مستويات المياه من منتصف الأسبوع المقبل، تستبعد الإدارة أن يكون لهذا تأثير كبير.
أهمية نهر الراين لألمانيا
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الشركات الألمانية الكبرى؛ مثل BASF و ThyssenKrupp، تعتمد على نهر الراين لتزويدها بالوقود، كما تنقل السفن الموجودة على النهر الفحم إلى محطات الطاقة التي اختارت الحكومة استخدامها بكثافة رداً على خنق روسيا لتصدير الغاز الطبيعي عبر خط الأنابيب "نورد ستريم".
بينما كانت السفن لا تزال قادرة على السفر عبر نهر الراين الأسبوع الماضي، اضطرت الشركات إلى تقليل حمولتها، وكانت القدرة على تحويل الشحن إلى السكك الحديدية أو الطرق محدودة. إذ يمكن أن تحمل السفينة النهرية عادةً نحو 1000 طن من القمح، على سبيل المثال، في حين يتطلب نقل نفس الكمية من البضائع برياً نحو 40 شاحنة.
"لا نتوقع إغلاق نهر الراين"
من جهته، قال هانز-هاينريش ويت، رئيس المديرية العامة للممرات المائية، لصحيفة Frankfurter Allgemeine Zeitung، إنه يتوقع عدم إغلاق نهر الراين أمام الشحن هذا الصيف.
كما أعرب نشطاء البيئة عن مخاوفهم بشأن الخسائر الناجمة عن ارتفاع درجات حرارة المياه على البيئة.
بينما قال عالم المناخ كارستن براندت لمجلة Der Spiegel: "سجلنا درجات حرارة عالية جداً للمياه، الأمر الذي له تأثير سام على سكان نهر الراين، وعلى الأسماك والنظام البيئي بأكمله".
نفوق جماعي للأسماك
وفي تطور منفصل، أعرب مسؤولون في ألمانيا وبولندا عن قلقهم المتزايد بشأن نفوق جماعي للأسماك في نهر أودر، حيث حذر وزير البيئة الألماني، شتيفي ليمكي، يوم الجمعة 12 أغسطس/آب، من وقوع كارثة.
ومنذ أواخر يوليو/تموز، عُثِر على أطنان من الأسماك الميتة في النهر الذي يمر عبر البلدين. وقال الجانبان إنهما يعتقدان أنَّ اللوم يقع على مادة سامة لكنهما لم يحدداها بعد.
وأعلن علماء في ألمانيا، يوم الجمعة 12 أغسطس/آب، ارتفاع كثافة الزئبق في العينات المأخوذة من النهر.
وفي تصريح للمجموعة الصحفية RND، وصف الوزير ليمكي ما يحدث بأنها "كارثة بيئية وشيكة. وتعمل جميع الأطراف بجهد كبير للعثور على أسباب هذا الانقراض الجماعي وتقليل الضرر الإضافي المحتمل".