اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية، الأحد 7 أغسطس/آب 2022، بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، بالتزامن مع اعتداء مستوطنين على مصلين في المسجد.
كان المستوطنون قد بدأوا في اقتحام المسجد الأقصى بكثافة منذ ساعات صباح اليوم الأحد، على شكل مجموعات من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد، وترافقهم قوات كبيرة من شرطة الاحتلال.
من بين المقتحمين النائب السابق المتطرف من حزب "الليكود" اليميني، الحاخام يهودا غليك، وعضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، الذي كتب في تغريدة على تويتر: "وصلتُ هذا الصباح، التاسع من آب (أغسطس)، إلى الحرم القدسي، أَقدس مكان للشعب اليهودي، مع ابني الصغير ديفيد، للسير والتذكير بأن السيادة على الحرم ملكنا"، وفق تعبيره.
أضاف بن غفير: "لن نستسلم أبداً، لا للصواريخ، ولا للتهديدات ولا لأولئك منّا (داخل إسرائيل) الذين يهاجمونني".
من جانبها، قالت دائرة الأوقاف الاسلامية بالقدس في تصريح مقتضب، إن "1743 متطرفاً اقتحموا المسجد خلال الفترة الصباحية"، فيما يتوقع اقتحام مزيد من الإسرائيليين المتطرفين للمسجد في فترة ما بعد صلاة الظهر.
في الموازاة مع ذلك، فرضت الشرطة الإسرائيلية قيوداً على دخول مصلين إلى المسجد.
يأتي هذا بعدما دعت جماعات استيطانية لتنظيم اقتحامات كثيفة للمسجد الأقصى بمناسبة ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، وفي أثناء الاقتحامات دوّت صافرات الإنذار بالقدس، في إشارة إلى إطلاق صواريخ على المدينة.
في هذا الصدد، قالت "سرايا القدس"، الجناح المسلّح لحركة "الجهاد الإسلامي"، الأحد 8 أغسطس/آب 2022، إنها قصفت مدينة القدس برشقة صاروخية، وأضافت أنه "تم قصف القدس المحتلّة وسديروت (مدينة في الجنوب) برشقة صاروخية".
في سياق متصل، أظهرت مقاطع فيديو اعتداء مستوطنين إسرائيليين على مصلين داخل المسجد في أثناء اقتحامهم للمسجد الأقصى، وكان قد تواجد مصلون بالمسجد هتفوا "الله اكبر"، رفضاً للاقتحامات.
كما نفّذ مستوطنون مسيرات استفزازية في محيط المسجد حيث تم رفع أعلام إسرائيلية وإطلاق هتافات عنصرية.
بالموازاة مع اقتحام الأقصى، واصلت قوات الاحتلال قصفها العنيف على مناطق متفرقة في غزة، وأسفرت الغارات الإسرائيلية حتى صباح اليوم الأحد، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، عن "استشهاد 29 فلسطينياً، بينهم 6 أطفال و4 سيدات، وإصابة 253 آخرين بجراح مختلفة".
في المقابل، تواصل "سرايا القدس"، الجناح المسلّح لحركة الجهاد، إطلاق رشقات صاروخية، وقذائف هاون باتجاه المواقع الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
كانت التوترات قد تصاعدت، الأسبوع الماضي، بعد أن اعتقلت القوات الإسرائيلية القيادي في حركة "الجهاد"، بسّام السعدي، في مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، ما دفع الحركة إلى التهديد بالانتقام.
كذلك أعلنت إسرائيل، الثلاثاء الماضي، عن مجموعة من الإجراءات ضد قطاع غزة، كإغلاق المعابر التي تربطها مع القطاع؛ خوفاً من رد حركة "الجهاد" على اعتقال السعدي.
تفجرت الأوضاع بعدما أعلنت إسرائيل، الجمعة 5 أغسطس/آب 2022، عن اغتيالها القائد الكبير في حركة "الجهاد"، تيسير الجعبري، عقب استهداف منزله في غزة.
رداً على ذلك، أطلقت المقاومة الفلسطينية عشرات الصواريخ من قطاع غزة نحو الأراضي المحتلة، واستخدمت إسرائيل "القبة الحديدية" لاعتراضها.