“كأنها لعبة القط والفأر”.. قوات للصين وتايوان أجرت تدريبات قرب بعضها، وهكذا تجنبت الصدام

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/07 الساعة 12:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/07 الساعة 12:12 بتوقيت غرينتش
القوات الصينية والتايوانية أجرت تدريبات عسكرية بالقرب من بعضها - Getty Images

مارست السفن الحربية الصينية والتايوانية لعبة "القط والفأر" في المياه الدولية، الأحد 7 أغسطس/آب 2022، بعد تدريبات عسكرية صينية لم يسبقها مثيل، استمرت أربعة أيام ومن المقرر أن تنتهي اليوم، وذلك رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي لتايوان، الأسبوع الماضي.

كانت زيارة نانسي بيلوسي للجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، قد أثارت غضب الصين، التي ردت بتجارب إطلاق لصواريخ باليستية فوق عاصمة الجزيرة للمرة الأولى وقطع روابط الاتصال مع الولايات المتحدة.

في مؤشر على التوتر المتزايد بين تايوان والصين، أبحرت نحو 10 سفن حربية من كل من الصين وتايوان على مسافة قريبة من بعضها البعض في مضيق تايوان، حيث عبَرت بعض السفن الصينية الخط الفاصل، وهو حاجز غير رسمي يفصل بين الجانبين في مضيق تايوان، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز عن مصدر، قالت إنه مطلع. 

أشار المصدر إلى أنه بينما "ضغطت" القوات الصينية باتجاه خط الوسط‭ ‬ الفاصل، مثلما فعلت أمس السبت، ظل الجانب التايواني قريباً لمراقبة الوضع، وحيثما أمكن، حرم الصينيين من القدرة على العبور.

أضاف أن "الجانبين يُظهران ضبط النفس"، واصفاً المناورات بأنها مثل لعبة "القط والفأر" في أعالي البحار، وأوضح أن "أحد الجانبين يحاول العبور، والآخر يقف في طريقه ليحرمه من التقدم… ويجبره على العودة في النهاية إلى الجانب الآخر".

كانت وزارة الدفاع التايوانية قد قالت في بيان، إن العديد من السفن العسكرية والمقاتلات والطائرات المسيرة الصينية أجرت تدريبات مشتركة بالقرب من الجزيرة؛ لمحاكاة هجمات على تايوان والسفن التايوانية، وأضافت أنها أرسلت طائرات وسفناً للرد "بشكل مناسب".

كذلك أكدت تايوان أن صواريخها المضادة للسفن، التي تنشرها على الساحل وصواريخ باتريوت سطح-جو في وضع الاستعداد.

أما الجيش الصيني، فقال إن المناورات البحرية والجوية المشتركة، إلى الشمال والجنوب الغربي والشرق من تايوان، ركزت على قدرات الضربات البرية والهجمات البحرية. 

من جهتها، وصفت الولايات المتحدة التدريبات بأنها تصعيد، وقال متحدث باسم البيت الأبيض: "هذه الأنشطة تصعيد كبير في جهود الصين لتغيير الوضع الراهن. إنها استفزازية وغير مسؤولة وتزيد من مخاطر سوء التقدير".

تقول الصين إن علاقاتها مع تايوان شأن داخلي، وتحتفظ بالحق في إخضاع الجزيرة لسيطرتها بالقوة إذا لزم الأمر، بينما ترفض تايوان مزاعم الصين، قائلة إن شعب تايوان هو الوحيد الذي يمكنه تقرير مستقبله.

كذلك حذّرت الصين الولايات المتحدة من "التصرف بتهور" وخلق أزمة أكبر. وفي إشارة إلى الرد على زيارة بيلوسي، قالت صحيفة "الشعب" اليومية التابعة للحزب الشيوعي، إن الصين اتخذت "إجراءات فعالة تُظهر أن الصين مصممة وقادرة بشكل كامل على الحفاظ على الوحدة الوطنية والحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها".

في المقابل، قال رئيس الوزراء التايواني سو تسينج تشانج، للصحفيين إن الصين استخدمت "بغطرسةٍ" العمل العسكري لزعزعة السلام، ودعا بكين إلى عدم استعراض قوتها العسكرية.

يُشار إلى أن تايوان تتمتع بالحكم الذاتي منذ عام 1949، عندما تولى الحزب الشيوعي بزعامة "ماو تسي تونغ" السلطة في بكين، بعد هزيمة الحزب القومي الصيني "كومينتانغ" بزعامة تشيانغ كاي شيك في حرب أهلية، مما دفع أعضاءه إلى الانسحاب إلى الجزيرة.

تحميل المزيد