قال تحالف من جماعات حقوقية إن آلاف الأفغان الذين عملوا في المملكة المتحدة، تم التخلي عنهم، وما زالوا معرضين للخطر من طالبان بعد عام من الإجلاء من كابول.
ففي إفادة برلمانية، انتقدت تسع مجموعات من الخبراء بشأن أفغانستان مخططات الحكومة البريطانية لإعادة التوطين، ووصفتها بأنها "مقيدة بشكل غير مبرر". وقالوا إنه من دواعي القلق العميق أن الحكومة لا تقدم حالياً طريقاً آمناً للعديد من النساء والفتيات الأفغانيات، أو الأقليات المضطهدة، حسبما نقلت صحيفة The Guardian البريطانية الأحد، 7 أغسطس/آب 2022.
أزمة بسبب الأفغان اللاجئين في بريطانيا
من جانبها، فتحت الحكومة برنامجين، سياسة إعادة التوطين والمساعدة الأفغانية، التي جلبت 10,100 أفغاني مؤهل إلى المملكة المتحدة، وخطة إعادة توطين المواطنين الأفغان، والتي ستسمح لما يصل إلى 20 ألفاً بالاستقرار في المملكة المتحدة.
لكن التقرير قال إن فشل المخططات أجبر الأفغان على استخدام طرق غير رسمية وخطيرة. خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022، كان الأشخاص الفارون من أفغانستان هم أكبر مجموعة تخاطر بحياتها عبر القناة الإنجليزية.
جاء في الإحاطة، التي جمعتها هيومن رايتس ووتش وتحالف صُلحة، الذي يمثل المترجمين الأفغان، وجمعية آزادي الخيرية ومجموعة من الموظفين المدنيين السابقين تسمى تحالف أفغانستان للدبلوماسية والتنمية، من بين آخرين: "بعد مرور عام على انسحاب المملكة المتحدة من أفغانستان، لا يزال مخطط سياسة إعادة التوطين والمساعدة الأفغانية لا يعمل بشكل صحيح وتشوبه مشاكل موضوعية وإجرائية مستمرة".
انتقادات لخطط إعادة توطين المهاجرين
في حين رددت المنظمات البريطانية التي عملت مع الأفغان لتحقيق الأهداف المعلنة لبعثة المملكة المتحدة في البلاد مخاوفهم، والتي انتقدت تنفيذ خطط إعادة التوطين، باعتبارها تعسفية وغير ضرورية.
من بين 250 موظفاً سابقاً في مؤسسة آدم سميث الدولية، الذين عملوا في مشاريع المملكة المتحدة في أفغانستان، وتقدموا بطلب لإدراجهم في سياسة إعادة التوطين، حصل 24 فقط على تصريح للانتقال إلى المملكة المتحدة. ولم يُقبَل أي طلب منذ انتهاء الإخلاء من كابول في أواخر أغسطس/آب 2021.
من بين أولئك الذين هُجِّروا ويعيشون في خوفٍ على حياتهم، هناك مجموعة من 109 معلِّمين عملوا في المجلس الثقافي البريطاني في البلاد لتقديم دروس حول التنوع وتعزيز قيم التسامح والانفتاح.
رغم حصولهم على إذن فوري من حكومة المملكة المتحدة للتقدم عبر الإنترنت للقدوم إلى بريطانيا، ليس لدى المعلِّمين فكرة عن كيفية الهروب بأمان، أو التاريخ الذي سيُخرَجون فيه من أفغانستان.
تحسين تدريجي للوضع في أفغانستان
من جانبه، قال جوزيف سيتون، نائب مدير المجلس الثقافي البريطاني في أفغانستان بين عامي 2016 و2020، إن الفشل في مساعدة المعلمين "أفسد" إرث جهود المجلس الثقافي البريطاني في البلاد.
كما قال سيتون: "أفاد الكثير من العمل الذي قمنا به السكان المحليين حقاً، وكان يساهم في التحسين التدريجي لأفغانستان. ومع ذلك، فإن فشل المجلس الثقافي البريطاني وحكومة المملكة المتحدة في ضمان سلامة معلميهم قد شوه بشكل كبير عملها العظيم في البلاد".
من جانبه، وصف محمود، أحد المدرسين، كيف أنه كموظف متفرغ في المجلس الثقافي البريطاني في شرق أفغانستان تُرِك مختبئاً بعد أن كان يعمل على تعزيز "القيم البريطانية للديمقراطية بما في ذلك المساواة والتنوع والاندماج".
حتى قبل الإخلاء الطارئ من كابول، تلقى محمود رسالتين تهديديتين من طالبان، إحداهما تحذير بأنه "جاسوس للحكومة البريطانية" وأن اغتياله مشروع.
قال: "منذ ذلك الحين داهمت طالبان منزلي، وانتقلت منه 11 مرة. جلدت طالبان ابنتي البالغة من العمر8 سنوات في ذلك الحين لإجبارها على الإدلاء بمكان وجودي".
الانتظار للموعد النهائي
فيما قالت الإحاطة البرلمانية إنه كان من المثير للقلق ألا تحصل النساء والفتيات الأفغانيات ومجموعات الأقليات المضطهدة على فوائد سياسة إعادة التوطين، في المقابل يجب أن ينتظر هؤلاء حتى بعد الموعد النهائي في 15 أغسطس/آب 2022.
من جانبها، توصي الإحاطة البرلمانية بتوسيع مخطط سياسة التوطين، مما يضمن تسريع المملكة المتحدة للممر الآمن للأفغان المؤهلين للخروج من أفغانستان ما يتجاوز الحد الأقصى الحالي البالغ 20 ألفاً.
في حين تمكنوا من الفرار من سيطرة طالبان. ويعيش نحو 10,500 حالياً في الفنادق بعد عام تقريباً من وصولهم، ويحذر تقرير هيومن رايتس ووتش من أن أعداداً كبيرة من الأفغان المحاصرين في مساكن مؤقتة يعانون من مشاكل نفسية خطيرة.