حذرت الاستخبارات الألمانية من استغلال اليمين المتطرف لأزمة الطاقة التي تعيشها البلاد، بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا، ليحولوا الشهر المقبل إلى ما وصفه بـ"شتاء غضب ألماني"، وفق ما ذكره موقع "DW" الألماني، السبت 6 أغسطس/آب 2022.
إذ قال يورغ مولر، رئيس الاستخبارات الداخلية في ولاية براندنبورغ الألمانية، في تصريحات صحيفة "دي فيلت" الألمانية، التي نُشرت الأحد 7 أغسطس/آب: " المتطرفون يحلمون بشتاء الغضب الألماني".
كما أضاف المسؤول الألماني: "إنهم يأملون أن تؤثر أزمة الطاقة والزيادات في الأسعار بقوة على الناس حتى يتمكنوا من استغلال الحالة المزاجية في الترويج لتطلعاتهم المناهضة للدولة، نحن نتابع هذه الأحداث بعيون يقظة وآذان مفتوحة".
اليمين المتطرف يثير قلق ألمانيا
فيما كانت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر قد أعربت بالفعل عن مخاوف مماثلة، حيث قالت في ذلك الوقت: "بالطبع هناك خطر من أن أولئك الذين صرخوا بالفعل بازدرائهم للديمقراطية في زمن كورونا، سيحاولون استغلال الارتفاع الحاد في الأسعار كموضوع جديد للتعبئة".
كما قالت وزيرة الداخلية الألمانية لصحيفة "دي فيلت": "أعداء الديمقراطية (اليمين المتطرف) ينتظرون فقط استغلال الأزمات لنشر خيالات عن نهاية العالم والخوف وعدم اليقين".
أضافت فيزر أن مثل هذه الدوائر تبحث حالياً عن مواضيع جديدة تساعدهم على التعبئة، وقالت: "ما وحّد بالفعل اليمين المتطرف وأوساطاً متطرفة أخرى مختلفة في احتجاجات كورونا هو القاسم المشترك: ازدراء الديمقراطية ومحاولة زعزعة الثقة في دولتنا".
في الوقت نفسه أكدت فيزر أن الشرطة الاتحادية وشرطة الولايات "مستعدة لمشهد الاحتجاج الجديد المحتمل".
من جهته، يرى الباحث الألماني في التطرف، أندرياس زيك، أن أسباب أي احتجاجات جديدة يمكن أن تكون إجراءات كورونا وإجراءات توفير الطاقة الصارمة. وأضاف: "علينا أن نفكر بشكل أكثر وقائية وأن نحدد الصراعات الاجتماعية الناشئة التي يمكن أن تتحول إلى تطرف، ونأخذها بجدية".
وفقاً لوزير داخلية ولاية شمال الراين- ويستفاليا، هربرت رول، تتزايد في شبكات التواصل الاجتماعي منشورات حول التضخم والطاقة وحرب أوكرانيا بشكل مضطرد.
أزمة الطاقة تهدد أوروبا بـ"شتاء ساخن"
كان موقع وكالة "Bloomberg" الأمريكية، كشف أن ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى أمامها مهلة 3 أشهر فقط للخروج من أزمة نقص الغاز وارتفاع أسعاره في الشتاء المقبل، وانتقدت سياسة المستشار الألماني لتدبير ملف أزمة الطاقة.
حسب التقرير الذي نشرته الوكالة الأمريكية، الإثنين 1 أغسطس/آب، فإن السياسات غير الحاسمة من جانب المستشار الألماني، أولاف شولتس، والبطء في تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الروسية، أديا إلى مثل هذا الوضع المؤسف.
وفق الوكالة تضطر المدن الآن إلى فرض القيود على المواطنين، فلم يعد القصر الرئاسي في برلين مضاءً بالليل، وأوقفت مدينة هانوفر المياه الساخنة في حمامات السباحة والصالات الرياضية، وتقوم البلديات في جميع أنحاء البلاد بإعداد الملاجئ مع المدافئ لحماية الناس من البرد، وتلك فقط مجرد بداية الأزمة التي ستجتاح أوروبا.
كما يشير التقرير إلى أن ألمانيا لم يعد لديها كثير من الوقت لتضيعه لتجنب نقص الطاقة غير المسبوق بالنسبة لدولة متقدمة، هذا الشتاء.
رغم أن جزءاً كبيراً من أوروبا يشعر بالضغط الناجم عن خفض روسيا لإمدادات الغاز الطبيعي، فإنه لا توجد دولة أخرى معرضة للخطر مثل أكبر اقتصاد في المنطقة، حيث يعتمد ما يقرب من نصف المنازل على الوقود للتدفئة.