توعد قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، السبت 6 أغسطس/آب 2022، إسرائيل بدفع "ثمن باهظ" جراء غاراتها الجوية المستمرة على قطاع غزة منذ أمس الجمعة؛ إثر اغتيال القائد الكبير في حركة "الجهاد"، تيسير الجعبري، عقب استهداف منزله في غزة.
تصريحات المسؤول الإيراني جاءت خلال استقباله الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة في العاصمة طهران، السبت، بحسب وكالة "إرنا" الإيرانية.
كان النخالة وصل إلى العاصمة طهران، الأربعاء 3 أغسطس/آب، وعقد سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم الرئيس إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ومستشار المرشد الأعلى علي أكبر ولايتي.
وتزامنت الزيارة مع الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة التي بدأت الجمعة، ما أدى إلى إطلاق حركة الجهاد الإسلامي صواريخ انتقامية.
إسرائيل ستدفع "ثمناً باهظاً"
في السياق، قال قائد الحرس الثوري "سلامي"، في بيان، إن إسرائيل ستدفع "ثمناً باهظاً" لجولتها الأخيرة من الهجمات على غزة، متعهداً بدعم بلاده لجماعات المقاومة الفلسطينية.
كما أدان سلامي بشدة "العدوان الصهيوني" على غزة الذي أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين الأبرياء.
في الوقت ذاته، وصف سلامي التطورات في فلسطين و"تراجع قوة" إسرائيل بأنها علامة على "انهيارها"، مشيداً بمجموعات المقاومة الفلسطينية، بما في ذلك الجهاد الإسلامي، لإمكانياتها وقدرتها على "إدارة حروب كبرى".
وفي إشارة إلى التطبيع الأخير بين إسرائيل وبعض الدول الإقليمية، قال القائد الإيراني إن "تل أبيب تتجه تدريجياً نحو بعض الدول العربية بسبب الإحباط الناجم عن عدم قدرة الولايات المتحدة على دعمها".
وأضاف: "عندما تكتسب فلسطين القوة وتكون هذه القوة أكثر وضوحاً، يصبح ضعف الصهاينة وعجزهم أكثر وضوحاً، ويصبح من الصعب عليهم مواصلة العمل".
من جانب آخر، أشاد القيادي الإيراني بالوحدة بين الفصائل الفلسطينية، واصفاً إياها بـ"الحقيقة المجيدة" التي قال إنها "تخلق الحيوية والنمو والسلطة للمقاومة الإسلامية في فلسطين".
"المقاومة ستستمر"
في المقابل، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، خلال اللقاء ذاته، إن فصائل المقاومة الفلسطينية حققت "تقدماً جيداً وفعالاً" على صعيد القدرات العسكرية، مؤكداً أن "المقاومة ستستمر".
كما أعرب عن ثقته بأن الجماعات الفلسطينية، بما في ذلك الجهاد الإسلامي، "في وضع جيد وقادرة على الرد" على أي هجمات تشنها إسرائيل.
وأكد أن "مساهمات حماة الشعب الفلسطيني، وخاصة إيران، زادت من معنويات وقدرات المقاومة".
لليوم الثاني على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي شن غاراته على قطاع غزة، ضمن عملية عسكرية بدأها عصر الجمعة، ضد أهداف قال إنها تتبع لحركة الجهاد الإسلامي.
وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن عدد ضحايا "العدوان" الإسرائيلي، المستمر ارتفع إلى 15 شهيداً، فيما بلغ عدد الجرحى 125.
في المقابل، تواصل سرايا القدس، الجناح المسلّح لحركة الجهاد، إطلاق رشقات صاروخية، وقذائف هاون باتجاه المواقع الإسرائيلية المُحاذية للقطاع.
صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب
على صعيد آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، 6 أغسطس/آب، أن صفارات الإنذار دوّت في مدينة تل أبيب وضواحيها، وسط البلاد، كما نقلت قناة كان الرسمية، عن شهود عيان في مدينة تل أبيب، قولهم إنهم سمعوا أصوات انفجارات في المدينة.
في سياق ذي صلة، هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، السبت، قيادة حركة الجهاد الإسلامي في الخارج، بأنها "ستدفع الثمن". ونقلت قناة كان الرسمية عن غانتس قوله مهدداً: "قيادة الجهاد الإسلامي التي تعيش في الخارج، ستدفع الثمن أيضاً".
وفي تغريدة عبر صفحته الرسمية في موقع تويتر، قال غانتس إنّه أعطى أوامره للجيش الإسرائيلي و(الشاباك) وجميع الأجهزة الأمنية بـ"إلحاق ضرر جسيم بالجهاد الإسلامي وإعادة الهدوء".
كذلك، وفي وقت سابق السبت، وجّه غانتس بمواصلة الهجمات ضد حركة الجهاد الإسلامي بقطاع غزة، بحسب وسائل إعلام عبرية.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنّه استهدف مستودعات أسلحة بحرية، ومواقع عسكرية، وقواعد لإطلاق الصواريخ، ومُجمّعات عسكرية وتدريبية، تابعة لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
كما قال الجيش، في بيانات منفصلة وصلت وكالة الأناضول، إنه استهدف عدة مواقع تابعة للحركة الفلسطينية في غزة.
في آخر بيان صدر عن الجيش، أشار إلى أنّه دمر 3 قواعد مخصصة لإطلاق قذائف الهاون في غزة.