محكمة حقوق الإنسان الأوروبية تخذل إماماً مغربياً.. أيَّدت قرار فرنسا بترحيله بتهمة “تبني خطاب الكراهية”

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/05 الساعة 09:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/05 الساعة 09:09 بتوقيت غرينتش
الإمام المغربي حسن إيكويسن/ مواقع التواصل

قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، الخميس 4 أغسطس/آب 2022، برفض تعليق إجراء الداعية المغربي، حسن إيكويسن، من فرنسا إلى المغرب، بعدما قررت باريس ترحيله إلى بلاده بتهمة "تبني خطاب الكراهية".

وكان الإمام المغربي (58 عاماً) الذي يقيم في فرنسا، قد تقدم، الأربعاء 3 أغسطس/آب، بطلب إلى المحكمة الأوروبية للطعن في قرار طرده من البلاد، حسب فرانس برس.

يستهدف "الجالية اليهودية"

وأعلنت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في بيان، أنها رفضت طلب تعليق قرار الترحيل، بينما تتهمه السلطات الفرنسية بـ"تبني خطاب الكراهية والعنف" الذي يستهدف بشكل خاص "الجالية اليهودية".

بحسب المحكمة الأوروبية، فقد أصدرت السلطات الفرنسية أمر ترحيل إيكويسن إلى المغرب، وسحب تصريح إقامته، "نظراً لخطورة التهديد على النظام العام".

من شأن المحكمة الأوروبية، التي رفضت طلب تعليق الترحيل، أن تتخذ "تدابير مؤقتة" فيما لو استشعرت وجود اعتداء غير مبرر على حقوقه، وهو ما نفاه الوزير الفرنسي.

يُذكر أن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، أعلن في 28 يوليو/تموز المنصرم، أن بلاده سترحّل قريباً الإمام في منطقة الشمال، حسن إيكويسن، بسبب "توجيهه دعوات إلى الكره والعنف"، خصوصاً في حق الجالية اليهودية.

المغرب مستعدة لاستقباله

والخميس، قال دارمانان إن المغرب مستعدة لاستقبال إيكويسن، معبراً عن "شكره" للمغرب، كما أشار إلى أنه فور إلقاء الشرطة القبض عليه سيتم ترحيله من الأراضي الفرنسية، دون إمكانية العودة إليها، حسب موقع المونيتور.

وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن الوزير أوضح في تغريدة، أن ما يبرر هذا الترحيل هو أن "هذا الداعية يتبنى، منذ أعوام، خطاب كراهية ضد قيم فرنسا، ما يتنافى ومبادئ العلمانية والمساواة بين الرجال والنساء". وأضاف: "سيتم طرده من الأراضي الفرنسية".

فيما ردَّ الإمام المغربي، حسن إيكويسن، عبر صفحته على موقع فيسبوك: "يؤخذ عليّ اليوم أنني أدلي بتصريحات تنطوي على تمييز وربما عنف، الأمر الذي أرفضه بشدة. أثق بالقضاء بهدف إلغاء قرار الطرد".

الداعية الإسلامي نشط جداً على شبكات التواصل الاجتماعي، ولديه قناة على يوتيوب يتابعها 169 ألف شخص، إضافة إلى أن صفحته على فيسبوك تضم 42 ألف مشترك.

الإمام حسن إيكويسن

كان حسن إيكويسن (57 عاماً)، اتهم عام 2004 بالإدلاء بتصريحات معادية للسامية من جانب المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا الذي رفع شكوى في حقه لدى اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا.

فيما يقيم الإمام في لورش بشمال فرنسا. وبحسب المعلومات التي جمعتها شرطة المنطقة ونشرتها وكالة الأنباء الفرنسية، فقد واصل إلقاء خطب "كراهية في حق قيم الجمهورية، وبينها العلمنة" و"المساواة بين النساء والرجال"، وإطلاق "نظريات معادية للسامية". ويؤخذ عليه أيضاً المساهمة "في نظريات مؤامرة بشأن الإسلاموفوبيا".

كما أنه في 22 يونيو/حزيران الماضي، أدلت اللجنة الإقليمية لطرد الأجانب برأي يؤيد ترحيله، وفق ما قالته وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس، مؤكدةً معلومة أوردتها أسبوعية "لو بوان". وأضاف المصدر نفسه أن قرار الطرد "سيُتخذ في الساعات المقبلة".

لم يكن طرد هذا الداعية حسن إيكويسن، وهو أب لخمسة أولاد، ممكناً قبل صدور قانون مكافحة النزعة الانفصالية في أغسطس/آب 2021. والإمام مولود في فرنسا، وحمل الجنسية الفرنسية حتى سُحبت منه. وهو مذاك مغربي الجنسية ولديه تصريح إقامة.

فيما قررت السلطات الفرنسية أن تتحرك في شأنه وتلجأ إلى قانون أغسطس/آب 2021 بعدما تقدم في الشتاء الفائت بطلب لتجديد إقامته لعشر سنوات.

تحميل المزيد