تمكنت اللبنانية ليليان شعيتو، الخميس 4 أغسطس/آب 2022، من رؤية ابنها لأول مرة منذ عامين، إذ إنها كانت في المستشفى منذ انفجار مرفأ بيروت وكانت تنتظر أيضاً إجراءات قضائية في نزاع أسري مطول مع زوجها.
ولم تغادر ليليان المركز الطبي للجامعة الأمريكية في بيروت منذ الرابع من أغسطس/آب 2020 والذي دخلته يومها وهي تعاني من كدمات ونزيف بعد الانفجار الضخم في المرفأ الذي وقع بسبب سوء تخزين مواد كيماوية.
أصيبت ليليان إصابة بالغة في الفص الجبهي من الدماغ؛ مما تسبب في إصابتها بالشلل وفقدان القدرة على الكلام.
وقالت شقيقتان من شقيقاتها الأربع لـ"رويترز"، إن زوجها حسن علي حدرج منعها من رؤية ابنهما علي البالغ من العمر الآن عامين خلال إقامتها بالمستشفى. ورفعت أسرة ليليان في 2020، شكوى إلى السلطات الدينية؛ سعياً لإلزام الأب بالسماح للابن بزيارة والدته المصابة.
وقال إقبال شعيب، وهو محامٍ يمثل الأب، إن موكله منع ابنه علي من الذهاب للمستشفى، لأنه كان يخشى أن يرى الطفل أمه في تلك الحالة. والوالدان متزوجان.
الخميس، زار علي والدته ليليان في المستشفى للمرة الأولى بعد أمر من المحكمة الشيعية في لبنان التي تنظر في قضايا الأحوال الشخصية بما يتضمن حضانة الأطفال.
وقالت نوال شعيتو شقيقة ليليان: "طلعت المحكمة قراراً نهائياً لصالحنا ولزيارات أسبوعية، واليوم الصبح اجتمع والدنا ومحامينا مع المفتي قبلان"، والشيخ أحمد قبلان هو مفتي الشيعة وأرفع رجل دين شيعي في لبنان.
أظهرت صورة نشرتها الأسرة، ليليان وهي على سرير المستشفى وتمد يدها اليسرى للطفل مجعد الشعر الذي يرتدي قميصاً أسود، وقالت الأسرة إنه علي البالغ من العمر عامين.
وقالت نوال: "ما شالت عينها عنه لثانية"، وأضافت أنها تأمل أن تمثل الزيارات دفعة معنوية لليليان تسرّع من تعافيها وتماثلها للشفاء.
تمكنت ليليان، في يوليو/تموز 2022، من نطق أول كلمة في نحو عامين وقالت "ماما"، وهو ما فهمته شقيقاتها على أنه مناشدة منها لرؤية طفلها.
وقالت الشقيقات من قبل، إن ليليان تمثل "فجيعة" الأزمات المتعددة في لبنان، الذي اجتمعت فيه تبعات انفجار مدمر على أسر مكلومة، مع المعاناة اليومية التي يواجهها كثير من المواطنين للبقاء ومواصلة العيش في بلد يئن تحت وطأة اقتصاد منهار.