يبدو أن روسيا وجدت منفذاً جديداً لتسويق نفطها مع اقتراب العقوبات الغربية التدريجية على موسكو من بلوغ ذروة جديدة قبيل نهاية هذا العام، بحسب وكالة Bloomberg الأمريكية 3 أغسطس/آب 2022.
إذ كشفت بيانات تتبع للسفن رصدتها وكالة Bloomberg أن ميناء الحمراء النفطي الواقع على الساحل المصري من البحر الأبيض المتوسط قد تسلَّم في وقت مبكر من يوم 24 يوليو/تموز شحنةً تبلغ سعتها نحو 700 ألف برميل من النفط الروسي، وبعد بضع ساعات نُقلت حصة من هذه البراميل أو كلِّها إلى سفينة أخرى لشحنها من الميناء.
جعلت هذه الخطوة غير العادية عملية تعقب الوجهة النهائية للشحنات أمراً صعباً، مما يزيد من غموض اتجاه شحنات النفط الروسية بشكل متزايد منذ أن بدأ المشترون الأوروبيون في تجنّبها بعد غزو البلاد لأوكرانيا.
ميناء الحمراء
لدى ميناء الحمراء، الذي تديره شركة بترول الصحراء الغربية المصرية، ستة صهاريج تخزين، وهي قادرة على استيعاب 1.5 مليون برميل من النفط الخام، ومنشأة واحدة لرسو عوامة للتحميل والتفريغ. تم بناء المحطة للتعامل مع الخام الذي يتم إنتاجه في صحراء مصر الغربية، مما يفتح الباب أمام احتمال مزج البراميل الروسية مع الإنتاج المحلي.
ولم ترد الشركة المالكة للميناء على عدة محاولات للاتصال عبر الهاتف.
بعد ساعات قليلة من مغادرة الناقلة الأولى "كرِستِد" Crested ميناءَ الحمراء، وصلت ناقلة أخرى تحمل اسم "كريس" Chris، وتُظهر بيانات التتبع أن الناقلة كريس كانت موجودة بالفعل في الميناء منذ عدة أيام، لكنها خرجت من المرسى لكي تسمح للسفينة "كرِستِد" بالرسو.
كما تظهر بيانات التتبع أيضاً أن خزانات البضائع في الناقلة "كريس" كانت ممتلئة تقريباً عند إبحار السفينة من ميناء الحمراء في 28 يوليو/تموز. وترسو الناقلة الآن في ميناء "رأس شقير" النفطي على ساحل البحر الأحمر في مصر، وتتوافر لدى هذه المحطة أيضاً الإمكانات التي تتيح مزج الخام الروسي مع براميل النفط المصرية.
مصر "محطة عبور"
ومع اندلاع الحرب الأوكرانية، اعتمدت روسيا على مصر بالفعل كمحطة عبور لزيت الوقود الروسي، ولم يتبين بعد ما إذا كان شحن النفط عبر ميناء الحمراء كان لمرة واحدة، أم أن الميناء سيصبح محطة تستخدم باستمرار لنقل تدفقات النفط الروسي.
في السياق ذاته، أجرت ناقلات النفط الروسي سابقاً عمليات نقل لشحناتها من سفينة إلى أخرى قبالة مدينة سبتة التي تخضع للسيادة الإسبانية في شمال إفريقيا، إضافةً إلى عملية نقل أخرى تمت في وسط المحيط الأطلسي منذ مدة قريبة، وذلك على الرغم من أن هذا الموقع غير مألوف لمثل هذه العملية الصعبة التي عادة ما يجري تنفيذها في مواقع محمية بالقرب من الشواطئ.
ويبدو أن عملية أخرى لنقل الخام الروسي تمت في يونيو/حزيران قبالة ميناء جوهور، بالقرب من سنغافورة،. وكانت هذه المنطقة تحولت بالفعل إلى موقع لنقل شحنات الخام الإيراني المتجهة إلى الصين.
من المقرر أن يسري الحظر الذي أعلن الاتحاد الأوروبي فرضَه على نقل شحنات النفط من موسكو، وعلى توفير التأمين لهذه الشحنات وغيرها من خدمات الشحن، قبيل نهاية هذا العام، وهو ما يزيد الضغوط على روسيا لاختبار وتحديد طرق مختلفة لإيصال شحناتها إلى المشترين.