كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الخميس 4 أغسطس/آب 2022، عن اللحظات الأخيرة من حياة زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري الذي قُتل الأحد 31 يوليو/تموز المنصرم بغارة أمريكية استهدفت منزلاً كان يقيم فيه بحي شيربور بالعاصمة كابول.
الصحيفة قالت إن الظواهري كان يظهر عادة في الصباح على شرفة بيته، حوالي الساعة 6:15 بعد الفجر بقليل، على بعد مسافة قصيرة من المقر السابق للجيش الأمريكي والسفارة الأمريكية في وسط العاصمة كابول.
كان وحيداً دائماً
وأضافت أن الظواهري في هذا الوقت كان "يقرأ في بعض الأحيان، وكان وحيداً دائماً، بينما الاستخبارات الأمريكية تراقب".
وأوضحت أن عناصر الاستخبارات الأمريكية كانت تراقب المنزل وتحركات الظواهري بشكل دقيق، مضيفة أن زوجة الظواهري وابنته وأطفالها كانوا يحتاطون كثيراً كلما غامروا بالخروج من المنزل خشية انكشاف سر والدهم.
لكن الظواهري لم يكن يغادر المنزل على الإطلاق، حسب عملاء الاستخبارات الأمريكية.
كان يقيم الظواهري في الجزء الآمن من حي شيربور وسط العاصمة كابول، خلف بنك كبير ووسط العديد من الأزقة المحروسة التي تصطف على جوانبها من المجمعات الحكومية.
تقول الصحيفة إنه بعد إطلاع الرئيس بايدن على موقع الظواهري المحتمل، أمر مستشاريه باتخاذ جميع الإجراءات الممكنة للتأكد من أنهم إذا شنوا ضربة فلن يُقتل سوى الظواهري.
وكشفت أن الظواهري الذي يعد في نظر الإدارة الأمريكية أحد المخططين المشاركين لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، خضع لعملية تتبع دقيق امتدت لأكثر من عقدين من الزمن، كان آخرها المراقبة الحثيثة للمنزل الذي قُتل فيه بشيربور.
واعتمدت "واشنطن بوست" في هذه الرواية عن مطاردة الظواهري على مقابلات أجرتها مع عدة مسؤولين أمريكيين، معظمهم تحدثوا شريطة عدم الكشف عن أسمائهم.
بايدن يراه انتصاراً سياسياً
لكن الصحيفة اعتبرت أن مقتل الظواهري بغارة أمريكية، وفق ما أعلن بايدن مساء الإثنين 1 أغسطس/آب، ليست سوى قيمة هامشية فقط، بعد فترة من السعي طيلة عقدين لاستهداف زعيم صوري أكثر من كونه عقلاً مدبراً.
ومع ذلك، مثلت الضرية "انتصاراً" سياسياً واستراتيجياً مهماً لبايدن، وأن عملية الظواهري قدمت أيضاً دليلاً على مفهوم الضربات "التي تجاوزت الأفق" التي طالما جادل بايدن بأنها ستسمح للولايات المتحدة بتوقف خطر الإرهاب في أفغانستان دون أن تضطر إلى نشر قوات هناك.
في السياق، قالت الصحيفة إن التصفية الجسدية تم تنفيذها بطريقة غاية في الدقة، وأوضحت أنه في 1 يوليو/تموز الماضي، عقد بايدن اجتماعاً في غرفة العمليات مع المستشارين الرئيسيين وأعضاء مجلس الأمن القومي لمناقشة المعلومات الاستخباراتية وخطة تنفيذ عملية القتل.
مضيفة أن بايدن فحص نموذجاً مصغراً لمنزل الظواهري الآمن، وطرح أسئلة حول خطة التنفيذ، كما سأل إن كان المسؤولون متأكدين من أنهم حددوا هوية الظواهري بشكل دقيق.
وتابعت الصحيفة أنه في 25 يوليو/تموز، عقد بايدن جلسة إحاطة أخيرة، ضغط فيها للحصول على تفاصيل حول الأضرار التي يمكن أن تسببها هذه الغارة على المنزل الآمن ومحيطه، مشددة على أنه أراد أن يفهم بشكل أفضل تصميم الغرف خلف الباب والنوافذ في الطابق الثالث حيث توجد الشرفة.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر التلفزيون الأمريكي عن مقتل أيمن الظواهري، وهو من أكبر المطلوبين في العالم، وقد خصّصت الولايات المتحدة مكافأة بقيمة 25 مليون دولار أمريكي لكلّ من يقدّم معلومة تسمح بالإمساك به.
حيث قال الرئيس الأمريكي، في كلمة مقتضبة من البيت الأبيض، إنه في صباح الأحد 31 يوليو/تموز، بالتوقيت الأفغاني "شنّت الولايات المتحدة بأمر منّي ضربة جوية على العاصمة الأفغانية كابول أودت بحياة زعيم تنظيم القاعدة".