وصلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، الثلاثاء 2 أغسطس/آب 2022، في زيارة لأعلى مسؤولة أمريكية إلى الجزيرة منذ عام 1997، وفي وقت حساس بالنسبة للرئيس شي جين بينغ، الذي يستعد للترشح لولاية ثالثة في مؤتمر الحزب الشيوعي القادم.
طائرة رئيسة "النواب الأمريكي" وصلت إلى مطار في مطار سونغشان في تايوان، في ساعات متأخرة من ليلة الإثنين، بحسب التوقيت التايوني، رغم التحذيرات الصينية.
كانت 8 مقاتلات أمريكية انطلقت من جزيرة أوكيناوا شرق تايوان، تزامناً مع دخول الطائرة التي كانت تقل بيلوسي المجالَ الجوي التايواني.
مراسل وكالة الأناضول أشار إلى أن وزير الخارجية التايواني "جوزيف وو" استقبل رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لدى وصولها المطار.
في أول بيان رسمي للصين، قالت وزارة الخارجية إن نهاية الزيارة لن تكون "جيدة"، كما أضافت "إذا أصرت واشنطن على اتباع النهج الخاطئ فيجب أن تكون مسؤولة عن أي عواقب خطيرة".
في أول تعقيب للمسؤولة الأمريكية، قالت بيلوسي إن زيارتها والوفد البرلماني المرافق لا تتعارض أبداً مع سياسة واشنطن المسترشدة بقانون العلاقات مع تايوان لعام 1979 والبيانات المشتركة بين الولايات المتحدة والصين.
كان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، قد قال في وقت سابق، الإثنين، إنَّ الصين تجهز نفسهاً للرد على زيارة محتملة من رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوا.
موقع Axios الأمريكي، قال إن كيربي توقع أن تقوم الصين "باستفزازات عسكرية"، مثل إطلاق صواريخ على مضيق تايوان، أو اختراق منطقة تحديد الدفاع الجوي في تايوان رداً على زيارة بيلوسي.
جاء في بيان بكين الرسمي عن مكالمة شي مع الرئيس بايدن، الخميس 28 يوليو/تموز، أنه حذر الرئيس الأمريكي من "اللعب بالنار" على تايوان.
كيربي قال إنَّ بايدن أبلغ شي في المكالمة بأنَّ الكونغرس مستقل عن البيت الأبيض، وإنَّ بيلوسي "تتخذ قراراتها الخاصة"، رغم تأكيد كيربي أنها تسافر على متن طائرة عسكرية، كما هو معتاد في مثل هذه الرحلات، مضيفاً أن بيلوسي لها "الحق في زيارة تايوان"، ووعد بضمان سلامتها طوال رحلتها.
كذلك أكد كيربي أنَّ زيارة بيلوسي لن تغير الوضع الراهن، أو تشير إلى أي تغيير في سياسة الولايات المتحدة، في حين أنَّ "تصرفات بكين قد تكون لها عواقب غير مقصودة لا تؤدي إلا إلى زيادة التوترات".
المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان قال إنه "إذا أُجرِيَت الزيارة المحتملة فستمثل تدخلاً صارخاً في الشؤون الداخلية للصين، وتقوض بشدة سيادة الصين وسلامة أراضيها، وتدوس على مبدأ الصين الواحدة، وتقوض العلاقات بين الولايات المتحدة والصين. وستؤدي إلى عواقب وخيمة للغاية".
أضاف ليجيان أنَّ الجيش الصيني "لن يقف مكتوف الأيدي"، وسيتخذ "إجراءات قوية وحاسمة".
يُشار إلى أن الصين تعهدت بالسيطرة على الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، بالقوة إذا لزم الأمر، وتتفاعل بشدة مع أية بادرات تتعامل مع تايوان على أنها دولة مستقلة.
في سياق متصل، تمركزت 4 سفن حربية أمريكية، بينها حاملة طائرات، في المياه شرقي تايوان في عمليات انتشار "اعتيادية".
مسؤول بالبحرية الأمريكية أكد لوكالة رويترز، الثلاثاء 2 أغسطس/آب 2022، أن حاملة الطائرات رونالد ريغان عبرت بحر الصين الجنوبي، وهي حالياً في بحر الفلبين شرقي تايوان والفلبين وجنوبي اليابان.
تعمل حاملة الطائرات المتمركزة في اليابان مع سفينة الصواريخ الموجهة أنتيتام والمدمرة هيجينز، وقال المسؤول الذي اشترط عدم نشر اسمه "في حين أنها قادرة على التعامل مع أي احتمال، فهذه عمليات انتشار اعتيادية".