قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الإثنين 1 أغسطس/آب 2022، إن العالم على بعد "خطوة واحدة غير محسوبة" قد تؤدي إلى "الإبادة النووية"، في وقت يواجه فيه تهديداً "لا مثيل له منذ ذروة الحرب الباردة" في ظل انتشار الأسلحة النووية بكل غير مسبوق.
تحذيرات غوتيريش جاءت في افتتاح مؤتمر للدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية؛ حيث أضاف: "حالفنا الحظ بشكل استثنائي حتى الآن؛ لكن الحظ ليس استراتيجية ولا يقي من التوترات الجيوسياسية التي تتفاقم إلى حد نزاع نووي".
كما حذّر الأمين العام من تزايد مخاطر الانتشار النووي على خلفية أزمات الشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية، والحرب الروسية- الأوكرانية.
غوتيريش أضاف: "ينتشر الآن نحو 13 ألف سلاح نووي في الترسانات العسكرية حول العالم، العالم بحاجة إلى معاهدة عدم انتشار السلاح النووي الآن أكثر من أي وقت مضى".
رسائل من بايدن وبوتين
من جهته، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إنه مستعد للسعي للتوصل إلى اتفاق جديد مع روسيا بشأن الأسلحة النووية، ودعا موسكو إلى العمل بحسن نية في الوقت الذي قال فيه نظيره الروسي فلاديمير بوتين إنه لا يمكن أن يكون هناك طرف منتصر في أي حرب نووية.
حيث أصدر الزعيمان بيانات خطية في أثناء اجتماع الدبلوماسيين في مؤتمر للأمم المتحدة يستمر شهراً لمراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي. وكان من المفترض أن يعقد المؤتمر في 2020، ولكن تأجل بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
في رسالة إلى المشاركين في مؤتمر مراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، كتب بوتين: "لا يمكن أن يكون هناك طرف منتصر في حرب نووية، ولا ينبغي إطلاقها أبداً، ونحن ندافع عن الأمن المتكافئ وغير القابل للتجزئة لجميع أعضاء المجتمع الدولي".
يمثل عادة الحد من التسلح مجالاً يمكن إحراز تقدم عالمي فيه على الرغم من الخلافات الأوسع نطاقاً. ويُعقد مؤتمر الأمم المتحدة بعد خمسة أشهر من غزو روسيا لأوكرانيا، ومع اشتعال التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان.
بايدن يعرض التفاوض مع بوتين
مددت موسكو وواشنطن، العام الماضي، معاهدة ستارت الجديدة، التي تحدد عدد الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية التي يمكن أن تنشرها الدولتان وتحد من عدد الصواريخ الأرضية والمحمولة على غواصات والقاذفات التي تقوم بإيصالها، وذلك حتى عام 2026.
حيث قال بايدن: "إدارتي مستعدة للتفاوض على وجه السرعة بشأن إطار جديد للحد من الأسلحة النووية؛ ليحل محل معاهدة ستارت الجديدة، عندما تنتهي في عام 2026. لكن التفاوض يتطلب وجود شريك لديه الرغبة، ويعمل بحسن نية".
أضاف الرئيس الأمريكي: "على روسيا أن تثبت استعدادها لاستئناف العمل مع الولايات المتحدة بشأن الحد من التسلح النووي".
موسكو تُشكك في نوايا واشنطن
رداً على سؤال عن البيان، شكك مصدر في وزارة الخارجية الروسية في جدية نوايا واشنطن، وقال لرويترز: "هل هذا بيان جاد أم أن الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض تعرض لاختراق؟ ومع ذلك فإذا كانت هذه نية جادة فمع من على وجه الدقة يعتزمون مناقشتها؟".
كما دعا بايدن الصين إلى "الدخول في محادثات لخفض مخاطر خطأ الحسابات والتصدي لآليات تحرك القوى العسكرية بصورة مزعزعة للاستقرار".
بينما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمام مؤتمر الأمم المتحدة، إن واشنطن ملتزمة بالسعي إلى التوصل لحزمة شاملة لخفض مخاطر انتشار الأسلحة النووية، تشمل قنوات اتصالات آمنة بين الدول التي تملك أسلحة نووية. وتابع: "نحن على استعداد للعمل مع جميع الشركاء، بما في ذلك الصين وآخرون، بشأن الحد من المخاطر وجهود الاستقرار الاستراتيجي".
قال بلينكن أيضاً إن العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 تظل أفضل نتيجة للولايات المتحدة وإيران والعالم، واتهم كوريا الشمالية مرة أخرى بالاستعداد لتجربة نووية سابعة.
فيما حث رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، جميع الدول النووية إلى التصرف "بمسؤولية". وكيشيدا من هيروشيما، التي أصبحت في السادس من أغسطس/آب 1945 أول مدينة في العالم تتعرض لقصف نووي.