دعت الولايات المتحدة، السبت 30 يوليو/تموز 2022، الأطراف العراقية إلى ضبط النفس والابتعاد عن العنف وحل خلافاتهم السياسية من خلال عملية سلمية.
حيث قالت السفارة الأمريكية في العراق، في تدوينة نشرتها على صفحتها في فيسبوك: "نراقب عن كثب الاضطرابات التي حصلت في بغداد، ونشعر بالقلق حول التقارير التي تتحدث عن العنف".
واشنطن تدعو العراقيين إلى الحوار
السفارة الأمريكية كذلك أضافت أن "الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير مكفولان في الدستور العراقي". وأردفت: "نضم صوتنا إلى دعوة الأطراف السياسية العراقية من مختلف الأطياف إلى الالتزام بضبط النفس والابتعاد عن العنف وحل خلافاتهم السياسية من خلال عملية سلمية وفقاً للدستور".
يذكر أنه وفي وقت سابق السبت، اقتحم متظاهرون من أنصار التيار الصدري مقر البرلمان، على خلفية المظاهرات بالمنطقة الخضراء في العاصمة بغداد. وأفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية بـ"دخول المتظاهرين إلى المنطقة الخضراء".
كذلك فقد سبق أن اقتحم أنصار التيار الصدري مقر البرلمان بالمنطقة الخضراء، الأربعاء 27 يوليو/تموز 2022؛ رفضاً لترشيح الإطار التنسيقي (شيعي) محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، فيما تستمر الخلافات بين القوى السياسية التي تحول دون تشكيل حكومة جديدة منذ إجراء الانتخابات الأخيرة في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
دعوات لوقف التصعيد
تزامن ذلك مع دعوات أطلقتها قيادات من كتل سياسية عراقية، السبت، لتيار الصدر والإطار التنسيقي الشيعيين إلى الحوار ووقف التصعيد.
جاء ذلك في بيانات منفصلة عقب ساعات من اقتحام أنصار التيار الصدري مبنى البرلمان للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع.
ففي بيان اطلعت عليه الأناضول، طالب نوري المالكي رئيس "ائتلاف دولة القانون" (ضمن الإطار التنسيقي) التيار الصدري والإطار التنسيقي "باتخاذ موقف مسؤول، والانطلاق في حوار جاد".
أضاف المالكي "أن تداعيات أحداث اقتحام مبنى البرلمان وتكرار سقوط السلطة التشريعية تدعوني إلى توجيه نداء صادق ومخلص إلى الإطار التنسيقي والتيار الصدري لاتخاذ موقف مسؤول يستوعب الصدمة، وينطلق في حوار جاد بعيداً عن المؤثرات السلبية"، حسب تعبيره.
كما دعا المالكي الجميع، إلى "انتهاج سبيل الحوار، وتصحيح المسارات، من أجل الانطلاق في عملية إعادة بناء دولة المؤسسات الدستورية الرصينة".
جهود للتهدئة بالعراق
جاءت دعوة المالكي إلى الحوار والتهدئة بعد ساعات من صدور بيان باسم الإطار التنسيقي يطلب من جماهيره والشعب العراقي التظاهر "السلمي" والنزول إلى الشارع "دفاعاً" عن مؤسسات الدولة.
بدوره، دعا هادي العامري رئيس "تحالف الفتح" (ضمن الإطار التنسيقي) في بيان، الإطار التنسيقي والتيار الصدري والجميع إلى "اعتماد نهج التهدئة وضبط النفس والتأني، وترجيح أسلوب الحوار والتفاهم البناء من أجل تجاوز الخلافات".
كما أكد العامري أن "العراق اليوم في وضع لا يُحسد عليه، ما يوجب على الجميع تجنيبه المزيد من المشاكل والمعاناة". ودعا العامري المعنيين بهذه الأزمة، إلى "البدء بتهيئة الحلول السلمية التي تلبي المطالب السياسية على أساس التفاهم والتنازلات المتبادلة واحترام الدستور والقانون".
من جانبه، دعا حيدر العبادي رئيس "تحالف النصر" (ضمن الإطار التنسيقي) القوى السياسية إلى "اعتماد لغة الحوار وتغليب المصلحة الوطنية". وقال في بيان: "من منطلق "المسؤولية الشرعية والوطنية، ندعو القادة إلى الحوار والاتفاق لإنقاذ البلاد من الفتن والمنزلقات".
كما شدد على "اعتماد لغة الحوار وتغليب المصلحة الوطنية على الخلافات كافة التي قد تعصف بأمن واستقرار البلاد". وأعلن العبادي "استعداده لتقريب وجهات النظر بين الإخوة للخروج من عنق الأزمة".
صياغة عقد وطني في العراق
في تدوينة له، دعا خميس الخنجر رئيس "تحالف السيادة" (سني) إلى "صياغة عقد وطني جديد في العراق، وبذل كل الجهود من أجل إيجاد حلول عاجلة لوقف التصعيد وتهدئة المواقف".
كما دعا تحالف "العزم الوطني" (سني) الذي يرأسه النائب مثنى السامرائي، القادة السياسيين إلى "إبعاد الصراعات السياسية عن القضاء، ووقف تجييش الشارع وعسكرة المجتمع".
أكد التحالف، في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية، "ضرورة معالجة الأمور عبر الحوار المفتوح والتواصل المباشر بين القادة السياسيين وتحييد الوسائل الميدانية". وشدد على "حصر الحوار داخل البيت السياسي العراقي بعيداً عن التأثر بالخارج أو التأثير على الشارع واللجوء إليه".
من جهته، جدد عمار الحكيم رئيس "تيار الحكمة" (ضمن الإطار التنسيقي)، "اعتبار الحوار السبيل الأوحد والأقرب والأقصر، للوصول إلى الحلول المناسبة والناجعة لإنقاذ البلد".
كما حثّ الحكيم في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، "الأطراف العراقية على ضبط النفس والتحلي بأقصى درجات الحكمة للحيلولة دون ضياع الوطن".
في حين شدد "المجلس الأعلى الإسلامي العراقي برئاسة همام حمودي، أحد قيادات الإطار التنسيقي، على ضرورة حفظ السلم الأهلي وحماية مصالح الشعب". وقال الناطق باسم المجلس علي الرفاعي، في تغريدة على حسابه بتويتر، إن "على جميع القوى الوطنية المخلصة العمل على التهدئة وتأمين أبناء شعبنا من أية مخاطر".
كان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، حذر في كلمة متلفزة السبت، مما وصفه "بالتشنج السياسي" في البلاد، داعياً الكتل السياسية إلى حل الأزمة عبر حوار صادق وبناء، والابتعاد عن حوار التخوين والإقصاء.
وبعد ساعات من اقتحام أنصار التيار الصدري مبنى مجلس النواب للمرة الثانية خلال أيام، أعلن مدير مكتب الصدر، إبراهيم الجابري، أن "الشعب يختار الاعتصام المفتوح داخل البرلمان".