عاد اسم فيكتور بوت، أحد تجار الأسلحة الأكثر شهرة في العالم، إلى صدارة الأخبار، كجزء من عرض لتبادل الأسرى المحتمل مقابل نجمة كرة السلة الأمريكية بريتني غراينر والجندي الأمريكي السابق بول ويلان، المتهم بالتجسس في روسيا.
حيث يقبع بوت الملقب بـ"تاجر الموت" ويتحدث 6 لغات على الأقل، في وحدة خاصة داخل سجن ماريون الفيدرالي بولاية إلينوي، حيث يقضي حكماً مدته 25 عاماً، حسب تقرير لصحيفة "Washington Post" الأمريكية، نُشر السبت 30 يوليو/تموز 2022.
"تاجر الموت" أكبر جائزة للروس
حسب الصحيفة الأمريكية، يعتبر الروسي فيكتور بوت، البالغ من العمر 55 عاماً، أشهر تجار الأسلحة في العالم، ويهتم بتحقيق الربح من عملياته التي أجَّجت الصراعات في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.
بوت سيكون أكبر جائزة للمسؤولين الروس، الذين احتجوا على معاملته منذ اعتقاله عام 2008 في تايلاند، خلال عملية نفّذتها إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، على حد تعبير الصحيفة الأمريكية.
حيث سلمت السلطات التايلاندية بوت إلى الولايات المتحدة عقب عامين، إذ تم توجيه تهمة التآمر إليه لقتل أمريكيين قُبيل إدانته عام 2011.
بينما كانت شبكة "سي إن إن" قد كشفت عن عرض البيت الأبيض للإفراج عن فيكتور بوت، مقابل إطلاق سراح أمريكيين اثنين تحتجزهما روسيا، هما بريتني غرينر وبول ويلان.
لكن رغم الغضب الروسي بشأن قضية بوت، فإن العديد من المسؤولين والمحللين الأمريكيين يعتقدون أن هذا الغضب ليس مرتبطاً بالقضية بقدر ما هو مرتبط بعلاقة تاجر الأسلحة بالمخابرات العسكرية الروسية.
حيث قال لي ولوسكي، مسؤول مجلس الأمن القومي في إدارة الرئيس الأسبق، بيل كلينتون، والذي قاد الجهود المبكرة للتعامل مع شبكة بوت، إنه "من الواضح أن لديه علاقات مهمة مع دوائر الحكومة الروسية".
فيما تشير التقارير إلى أن بوت قد تكون له علاقات وثيقة مع إيغور سيتشين، نائب رئيس الوزراء الروسي السابق، وحليف الرئيس الروسي الحالي، فلاديمير بوتين.
كما خدم سيتشين وبوت مع الجيش السوفييتي في إفريقيا خلال الثمانينيات. وينفي بوت أي روابط تجمعه بوحدة المخابرات العسكرية الروسية. وقال أيضاً إنه لا يعرف سيتشين.
اعتقال فيكتور بوت
بحلول عام 2000 كان بوت أحد أشهر مهرّبي الأسلحة في العالم، وأُطلق عليه لقب "تاجر الموت" في البرلمان البريطاني، وورد اسمه في تقارير الأمم المتحدة لتزويده بأسلحة ثقيلة لحركة متمردة في أنغولا، وكذلك تشارلز تايلور في ليبيريا، ثم دعم حرب أهلية مميتة في سيراليون المجاورة.
وسط ضغوط دولية متزايدة، بما في ذلك مذكرة توقيف من الإنتربول صدرت عام 2004، عاد فيكتور بوت إلى موسكو.
قال سايمون سارادجيان من مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية بجامعة هارفارد، إن بوت لم يكن يستطيع أن يدير مثل هذه الأعمال التجارية الضخمة بتهريب الأسلحة بدون حماية حكومية، لكنه لم يتحدث عن ذلك مطلقاً. وأضاف أن "الحكومة الروسية حريصة على استعادته حتى يظل على هذا النحو".
رفض تاجر الأسلحة الروسي التعاون مع السلطات الأمريكية حتى وهو يقبع لأكثر من عقد وحيداً في زنزانة على بعد آلاف الكيلومترات من وطنه. وقال الصحفي الروسي، أندريه سولداتوف "لقد احتفظ بهدوئه في السجن، ولم يكشف عن أي شيء للأمريكيين على حد علمي".
من جانبه، قال الخبير في الأمن الروسي، مارك جاليوتي، إن تحرير بوت سيرسل رسالة إلى الآخرين الذين قد ينتهي بهم الأمر في ورطة: "وطنك الأم لن ينساك".
تابع جاليوتي قائلاً: "إن استعادة الروس (بوت) بنجاح سيعتبر انتصاراً. دعونا نواجه الأمر، في الوقت الحالي يبحث الكرملين عن الانتصارات".
اعترافات تاجر الأسلحة
نفى فيكتور بوت، في مقابلة مع القناة الرابعة البريطانية في عام 2009، بشكل قاطع، التعامل مع القاعدة أو طالبان، لكنه اعترف بإرسال أسلحة إلى أفغانستان في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، قائلاً إن القادة الذين يقاتلون ضد حركة طالبان استخدموا تلك الأسلحة.
كما زعم أنه ساعد الحكومة الفرنسية في نقل البضائع إلى رواندا بعد الإبادة الجماعية، ونقل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وفق ما ذكره موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
لكن وكالات إنفاذ القانون لاحقت فيكتور بوت طوال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وقد غادر منزله في بلجيكا عام 2002، عندما أصدرت السلطات هناك مذكرة توقيف بحقه.
كما يُعتقد أن بوت سافر تحت عدة أسماء مستعارة، وانتقل عبر بلدان مثل الإمارات العربية المتحدة وجنوب إفريقيا، قبل ظهوره في روسيا عام 2003. وفي العام نفسه أطلق عليه بيتر هين، وزير الخارجية البريطاني آنذاك، لقب "تاجر الموت".