تلقّى ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، مليون جنيه إسترليني (نحو 1.2 مليون دولار أمريكي)، عبارة عن تبرع قدمته له عائلة زعيم تنظيم القاعدة المقتول، أسامة بن لادن، حسب ما نشرته، الأحد 31 يوليو/تموز 20212، صحيفة "The Sunday times" البريطانية.
الصحيفة زعمت أن الأمير تشارلز كان قد عقد اجتماعاً مع بكر بن لادن، عميد أسرة بن لادن، وذلك في مقر إقامته الملكي، كلارنس هاوس، في لندن، بتاريخ 30 أكتوبر/تشرين الأول 2013، وذلك بعد عامين من مقتل زعيم القاعدة بالقرب من العاصمة الباكستانية إسلام آباد.
كما أضافت الصحيفة أن الأمير تشارلز وافق على أخذ التبرع رغم الاعتراضات الأولية للمستشارين في كلارنس هاوس، وصندوق أمير ويلز الخيري (PWCF)، حيث تم إيداع الأموال في النهاية. وقالت مصادر الصحيفة إن العديد من مستشاري تشارلز ناشدوه شخصياً بإعادة الأموال.
قال أحد العاملين في مقر إقامة الأمير إن تسرب الخبر إلى وسائل الإعلام سيؤدي إلى غضب الرأي العام، مضيفاً أنهم أخبروا ولي العهد البريطاني بأنه "لن يكون مفيداً لأحد"، إذا تبيّن أنه قد قبل أموالاً من عائلة مرتكب أسوأ هجوم إرهابي في التاريخ، في إشارة إلى هجمات 11 سبتمبر/أيلول الإرهابية، التي استهدفت الولايات المتحدة.
سمعة الأمير تشارلز على المحك
كما حثّ مستشار آخر ولي العهد على إعادة الأموال، وذكر أحد المصادر أن "الخوف الكبير" يتمثل في أن يؤدي الدفع إلى تقويض سمعة تشارلز والمؤسسة الخيرية، قائلاً: "هناك مصادر أخرى للمال في العالم".
مع ذلك، قالت مصادر إن الأمير تشارلز شعر بأنه سيكون من المحرج للغاية إعادة الأموال، وخشي أن يشكوا في السبب. وفي شهر يوليو/تموز 2022، قال مصدر في القصر الملكي البريطاني إن التبرعات النقدية لمؤسسة ولي العهد البريطاني الخيرية لن تقبلَ بعد الآن.
كان "كلارنس هاوس" قد نفى بشدة العديد من الادعاءات بشأن قبول تشارلز بنفسه التبرع، قائلاً إن قرار قبول التبرع للمؤسسة الخيرية يُتخذ من قِبل الأمناء فقط.
مع الإشارة إلى أن بكر بن لادن، البالغ من العمر 76 عاماً، هو أخ غير شقيق لأسامة بن لادن، ولم يتورط في أعمال مخالفة للقانون أو أي قضايا إرهابية، وأنه دأب مع أفراد أسرته على التبرؤ من جرائم وأفعال تنظيم القاعدة التي أسسها أخوه القتيل.
أموال عائلة بن لادن "قانونية"
قال رئيس مؤسسة أمير ويلز الخيرية، السير إيان شيشاير: "تم النظر بعناية في التبرع الذي قدمه الشيخ بكر بن لادن في العام 2013، من قبل أمناء الجمعية في ذلك الوقت".
أضاف المسؤول البريطاني: "اتخذنا الإجراءات المطلوبة، مع الحصول على معلومات من مجموعة واسعة من المصادر، بما في ذلك الحكومة، وذلك قبل الموافقة على قبول التبرع"، مردفاً: "أي محاولة للإيحاء بخلاف ذلك مضللة وغير دقيقة".
بينما قال مصدر مقرب من الجمعية الخيرية بعد فحص شامل للقضايا، إن الأمناء خلصوا إلى أن تصرفات أحد أفراد عائلة بن لادن لا ينبغي أن تلوث سمعة الأسرة بأكملها.
حيث قال متحدث باسم كلارنس هاوس: "لقد أكد لنا صندوق أمير ويلز الخيري أنه تم بذل العناية الواجبة في قبول هذا التبرع، وقد جرى اتخاذ قرار القبول من قبل أمناء المؤسسة الخيرية وحدهم، وأي محاولة لتوصيفه بخلاف ذلك تعتبر خاطئة".
التبرع ليس الأول من دولة عربية
تأتي إثارة هذه القضية بعد شهر من الحديث عن تلقي الأمير تشارلز مبلغ مليون يوور نقداً من رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني، بغية التبرع لصالح مؤسسة أمير ويلز الخيرية.
بحسب صحيفة "صنداي تايمز"، التي نشرت الخبر وقتها أيضاً، فإن الأمير تشارلز تسلم من حمد بن جاسم مبالغ "وصل مجموعها إلى 3 ملايين يورو" بين عامي 2011 و2015.
كما ذكرت "صنداي تايمز" أنه بعد أن قبل الأمير تشارلز الحقيبة التي تحتوي على المال، سُلّمت لاثنين من المستشارين، حيث قاما بعدِّ الأموال يدوياً.
أشارت الصحيفة إلى أنه طلب من المصرف الخاص "كوتوس" إيداع الأموال، وأنه أخذ الحقيبة من مقرّ إقامة تشارلز في لندن. ووفقاً للصحيفة، أودعت كلّ دفعة مالية في حسابات صندوق أمير ويلز الخيري.
فيما أوضحت صحيفة "صنداي تايمز" أن سياسة الهدايا الملكية تنص على السماح لأفراد العائلة المالكة بقبول "شيك"، بصفتهم راعياً لمؤسسة خيرية أو بالنيابة عنها، لكنها لا تذكر شيئاً حول الحصول على أموال نقداً.