دخل أنصار زعيم التيار الصدري، اليوم السبت 30 يوليو/تموز 2022، إلى المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية للتظاهر، واقتحم عدد منهم مبنى البرلمان العراقي، وذلك بعد عبور حاجز أمني بهدف منع انعقاد جلسة محتملة لمجلس النواب العراقي لانتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
وشهدت المنطقة انتشاراً أمنياً مكثفاً لفرقة القوات الخاصة، إذ استخدم الأمن خراطيم المياه والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لمحاولة منع المتظاهرين من اقتحام المنطقة الخضراء، بينما تم تسجيل حالات اختناق بين المحتجين وسقوط جرحى، بحسب فرانس برس.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أنه أصدر تعليمات للأمن العراقي بحماية المتظاهرين، كما دعا المحتجين "إلى التزام السلمية في حراكهم" و"عدم التصعيد". وشدد في الوقت ذاته على أنه من واجب الأمن حماية المؤسسات الرسمية.
من جهته، حمّل قيادي في تيار الصدر الكتلَ السياسية مسؤولية أي اعتداء على المتظاهرين، مؤكداً أن "القوات الأمنية العراقية تؤيد الإصلاح".
ورفع غالبية المتظاهرين الأعلام العراقية، فيما حمل آخرون صوراً لمقتدى الصدر، مرددين شعارات مؤيدة له، فيما تجمّعوا على جسر يؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تضم مؤسسات حكومية وسفارات أجنبية، جرى تحصينه بحواجز إسمنتية. وتسلّق المتظاهرون الحواجز الإسمنتية التي تمنع عبور الجسر، وفق المراسل، وردّدوا عبارة "كل الشعب ويّاك سيّد مقتدى".
وجدد المتظاهرون كذلك رفضهم لاسم محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء، والذي رشّحه لهذا المنصب خصوم الصدر السياسيون في الإطار التنسيقي الذي يضم كتلاً شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران.
ويأتي هذا بعد 3 أيام من اقتحامهم مبنى البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء، فيما الأزمة السياسية تزداد تعقيداً في البلاد.
يأتي ذلك فيما لم يتمكّن العراق من الخروج من الأزمة السياسية بعد مرور 9 أشهر على الانتخابات البرلمانية المبكرة في أكتوبر 2021، حيث لم تُفضِ المحاولات والمفاوضات للتوافق وتسمية رئيس للوزراء بين الأطراف الشيعية المهيمنة على المشهد السياسي في البلاد منذ عام 2003، إلى نتيجة.
ودائماً ما يذكّر الصدر، اللاعب الأساسي في المشهد السياسي العراقي، خصومَه بأنه لا يزال يحظى بقاعدة شعبية واسعة، ولا يزال مؤثراً في سياسة البلاد، رغم أن تياره لم يعد ممثلاً في البرلمان. فقد استقال نواب التيار الصدري الـ73 في يونيو/حزيران الماضي من البرلمان، بعدما كانوا يشغلون ككتلة أكبر عدد من المقاعد فيه.
وليل الجمعة، قام مؤيدون للصدر بمهاجمة مكاتب محلية في بغداد تابعة لحزب الدعوة الذي يتزعمه نوري المالكي، ومكاتب لتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، المنضوي في الإطار التنسيقي، كما أفاد مصدر أمني لفرنس برس.