حذَّر آمر غرفة العمليات المشتركة في المنطقة الغربية الليبية، اللواء أسامة الجويلي، من أن القوات الليبية قد تضطر لاستخدام القوة لدخول طرابلس في ظل توغل الميليشيات، ورفض حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة تسليم السلطة سلمياً إلى الحكومة الليبية وذلك لتأمين عمل حكومة فتحي باشاغا المكلفة من مجلس النواب من العاصمة طرابلس.
واعتبر الجويلي أن حكومة الوحدة الوطنية فاقدة للشرعية منذ تاريخ منح الثقة لحكومة باشاغا من قبل مجلس النواب.
وتحدث الرجل عن تفاصيل اجتماعه مع قادة تشكيلات مسلحة من طرابلس ومصراتة، وقال: "اجتمعنا مع التشكيلات المسلحة الرافضة لدخول حكومة باشاغا لطرابلس، واستهدفنا معرفة أسباب رفضهم ومخاوفهم من دخول الحكومة".
وأضاف: "أكدنا رفضنا لاستخدام القوة والتمسك بالسلطة والوصول لها بالقوة"، وتابع: "لا ندافع عن أشخاص بل مبادئ التداول السلمي للسلطة". وأكد الجويلي أنه وافق على خفض التصعيد حتى الاجتماع المقبل.
أسباب تصريحات الجويلي بتمكين الحكومة الليبية
جاء اجتماع الجويلي مع قادة التشكيلات المسلحة من طرابلس ومصراتة بعد أحداث شهدتها العاصمة خلال الأيام المنصرمة في طرابلس ومصراتة، كان أبرزها اشتباكات بين قوة الردع الخاصة وكتيبة ثوار طرابلس وسقوط ضحايا مدنيين على إثر هذه الاشتباكات سيطرت فيها قوات الردع، المحسوبة ضمناً على باشاغا، على مقرات عسكرية تابعة لكتيبة ثوار طرابلس التي يرأسها أيوب بوراس والمحسوبة على دبيبة.
انتهت الاشتباكات بين الطرفين بسيطرة قوات الردع على كل المقرات العسكرية التابعة لكتيبة ثوار طرابلس، باستثناء مقر معسكر كتيبة السعداوي الواقعة على تخوم طرابلس والمحسوبة على الدبيبة.
حدث ذلك بالإضافة إلى اشتباكات أخرى في مدينة مصراتة بين اللواء المحجوب الموالي لباشاغا، والقوة المشتركة التي يرأسها عمار بغدادة الموالي للدببية، كانت نتيجتها تسليم كافة مقرات القوة المشتركة وسط مدينة مصراتة لغرفة عمليات المنطقة الوسطى الموالية لباشاغا، عدا مقر واحد على تخوم مصراتة، بعد دخول فتحي باشاغا إلى مدينة مصراتة وإعلانه أداء مهام حكومته منها.
يقول المحلل السياسي أحمد أبو عرقوب لـ"عربي بوست" إن تصريحات الجويلي أتت بعد نفاد صبر حكومة باشاغا، التي حاولت على مدار الأشهر المنصرمة أن تتولى الحكومة وتسيطر على العاصمة الليبية طرابلس بشكل سلمي دون الحاجة لاستخدام القوة، إلا أن تعنت الدبيبة تسليم السلطة سلمياً، بالإضافة إلى دعم المجموعات المسلحة له أدى إلى التوصل إلى استخدام القوة من أجل تمكين حكومة باشاغا من ممارسة عملها.
وفي مايو/أيار الماضي غادر باشاغا طرابلس إثر تعرض مقر كتيبة النواصي (تابعة لوزارة الداخلية)، التي استقبلته وأعلنت دعمها له فور وصوله إلى المدينة، لهجوم مسلح، بعد اشتباكات اندلعت بين مجموعات مسلحة مؤيدة لحكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وأخرى داعمة لباشاغا، بعد ساعات من وصول الأخير إلى المدينة لمباشرة أعمال حكومته.
ومنذ أكثر من 4 أشهر توجد في ليبيا حكومتان، هما حكومة الدبيبة وأخرى برئاسة باشاغا، منحها مجلس النواب الثقة مطلع مارس/آذار الماضي.
ويرفض الدبيبة تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي عبر برلمان منتخب، ما أثار مخاوف من انزلاق البلد الغني بالنفط مجدداً إلى حرب أهلية.