يحشد المُشرّعون الديمقراطيون الأمريكيون لمواجهة ملايين الدولارات التي تضخها الجماعات المؤيدة لإسرائيل في الانتخابات التمهيدية، قبل معركة متوترة في ميشيغان بين اثنين من الأعضاء الحاليين يتنافسان على مقعد في الكونغرس.
حيث يقاتل آندي ليفين، عضو الكونغرس الذي ينحدر من عائلة من السياسيين الأمريكيين؛ من أجل تمثيل الدائرة الحادية عشرة في ولاية ميشيغان في الكونغرس، ويواجه معارضة من رئيسة أخرى هي هيلي ستيفنز؛ وذلك وفق تقرير نشره موقع Middle East Eye البريطاني، الثلاثاء 26 يوليو/تموز 2022.
إنفاق ملايين الدولارات لدعم إسرائيل
على مدى الأشهر القليلة الماضية، أنفق مشروع الديمقراطية المتحدة، وهي لجنة سياسية ذات إنفاق مستقل تابعة للجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية "أيباك"، أكثر من 3 ملايين دولار في الدعايا السلبية ضد ليفين في السباق حتى الآن.
"أيباك" هي لجنة عمل سياسي تجمع تبرعات الأعضاء لضخ الأموال في الحملات التي تستهدف مرشحين أو قضايا أو تشريعات معينة.
رداً على ذلك، هبّ العديد من الديمقراطيين بما في ذلك السيناتور بيرني ساندرز والسيناتور إليزابيث وارين وعضوة الكونغرس رشيدة طليب؛ لدعم سعي ليفين للحصول على المقعد، وأعلن ساندرز بالفعل "الحرب" مع أيباك في هذه الدورة الانتخابية.
يتجه ساندرز إلى ميشيغان يوم الجمعة، 29 يوليو/تموز 2022، حيث سيحضر مسيرة مع طليب لدعم ليفين، بينما قاد وارين حملة مصرفية عبر الهاتف، الأحد 24 يوليو/تموز.
دعم غير كافٍ
مع ذلك، قد لا يكون هذا الدعم الديمقراطي كافياً ضد أموال المجموعة المؤيدة لإسرائيل؛ إذ أعرب ليفين عن قلقه من أنَّ "سيل الأموال والإعلانات الشاملة" على التلفزيون وعلى الشبكات الاجتماعية سيحدد نتيجة السباق المقررة في 2 أغسطس/آب 2022.
قال ليفين لقناة MSNBC الأمريكية، الأحد 24 يوليو/تموز 2022: "لقد خرجت أيباك عن مسارها تماماً وهي تحاول إنهاء مسيرتي؛ لأنني لا أتفق مع وجهة نظرها بشأن ما يعنيه أن تكون مؤيداً لإسرائيل".
أضاف ليفين أنه "قلق للغاية" بشأن تأثير أموال الجماعات الموالية لإسرائيل على الانتخابات. ففي الأسبوع الماضي، أعلنت أيباك فوزها في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في ماريلاند، عندما خسرت عضوة الكونغرس السابقة دونا إدواردز انتخابها أمام غلين آيفي، الذي أنفقت أيباك 6 ملايين دولار لدعمها.
مشروع الديمقراطية المتحدة
في سياق ذي صلة، أنفقت الجماعات الموالية لإسرائيل، بما في ذلك مشروع الديمقراطية المتحدة التابع للجنة "أيباك"، عشرات الملايين حتى الآن في الدورة الانتخابية التمهيدية لهذا العام، وساعدت عدداً من الديمقراطيين المعتدلين على تحقيق النصر على خصومهم التقدميين الأكثر انتقاداً لإسرائيل.
كما أدان العديد من الديمقراطيين التقدميين الأموال التي تنفقها هذه المجموعات؛ لأنها كانت تتلقى تمويلاً من مانحين جمهوريين، وكانت المجموعات تدعم الجمهوريين الذين رفضوا التصديق على انتخاب الرئيس جو بايدن، وحتى الديمقراطيون المعتدلون والمؤيدون لإسرائيل انتقدوا أيباك ومشروع الديمقراطية المتحدة لتمويل حملات دعايا سلبية ضد زملائهم أعضاء المشروع.
انتقادات لمنظمة أيباك
صرح بيل دي بلاسيو، عمدة مدينة نيويورك السابق الذي ألقى في عام 2014 خطاباً خاصاً ومؤيداً بشدة لإسرائيل أمام أيباك، بأنه لم يعد يدعم المجموعة، وبأنَّ بعض الجهات المانحة له والعاملين في المجتمع اليهودي قد أخبروه أنهم أيضاً انفصلوا عن أيباك، دون الكشف عن أية أسماء.
كما قال لصحيفة The Jewish Daily Forward الأمريكية: "بالنسبة لي، ضلت أيباك طريقها، وفقدت مسار مهمتها الأساسية، ولسوء الحظ انحرفت إلى جانب واحد سياسياً. إنها سابقة مروعة وذات نتائج عكسية".
مع ذلك، قال دي بلاسيو إنه يتمنى، في النهاية، أن تعود جماعة الضغط إلى أسلوبها السابق في العمل، بطريقة أكثر جمعاً بين الحزبين الأساسيين.
كما تابع: "لا يمكنك إنفاق مبالغ طائلة من المال لهزيمة التقدميين الذين لديهم قاعدة انتخابية أساسية. وإذا صارت (أيباك) منظمة جمهورية يمينية، فهي تودع مفهومها الذي قامت عليه بالكامل".