وصل البابا فرانسيس، مساء الإثنين 25 يوليو/تموز 2022، إلى موقع مدرسة داخلية سابقة للسكان الأصليين في كندا؛ للاعتذار وطلب الصفح عن "الممارسات الظالمة الماضية" للكنيسة الكاثوليكية.
بدأ البابا زيارته التاريخية التي تستغرق 6 أيام، في رحلة "توبة" كما وصفها هو، حيث سيعبر مجدداً عن حزنه ويقدم اعتذاره عن الانتهاكات التي ارتكبتها المدارس الداخلية التي كانت تديرها الكنيسة، بحق أطفال السكان الأصليين.
وقدَّم البابا فرانسيس اعتذاره التاريخي الذي طال انتظاره، عن دور الكنيسة في العنف الذي تعرض له آلاف الأطفال في المدارس الداخلية للسكان الأصليين لأكثر من قرن في كندا.
حيث قال بعد وصوله إلى موقع مدرسة تاريخية سابقة: "أطلب الصفح. أنا آسف بشدة".
وكان فرانسيس محاطاً برؤساء يمثلون جميع مجموعات السكان الأصليين الثلاث، في أثناء تقديمه الاعتذار بموقع مدرسة إرمينسكين الداخلية السابقة في ماسكواسيس بألبرتا.
واعتذر البابا أيضاً عما وصفها بسياسة الدمج القسري "المدمرة" في المدارس الداخلية للسكان الأصليين.
كانت الحكومة الكندية قد اعتذرت بشكل رسمي قبل 14 عاماً عن إنشاء هذه المدارس، ودفعت مليارات الدولارات تعويضات لتلاميذ سابقين.
ووصل البابا فرانسيس، مساء الأحد، إلى إدمونتون في مقاطعة ألبرتا (غرب) حيث سيمضي ثلاثة أيام قبل أن يتوجه إلى كيبيك ثم إيكالويت في أرخبيل القطب الشمالي.
خلال هذه الرحلة الدولية السابعة والثلاثين منذ انتخابه في 2013، سيتحدث البابا أولاً إلى السكان الأصليين، أي شعوب الأمريكيين الهنود الذين يمثلون 5% من سكان كندا، بهدف تحقيق المصالحة بين الكنيسة الكاثوليكية والشعوب الأصلية في كندا.
تجدر الإشارة إلى أنه بين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينيات القرن العشرين، تم تسجيل نحو 150 ألف طفل من السكان الأصليين قسراً في أكثر من 130 مدرسة داخلية تدعمها الدولة، وكانت معظمها تحت إدارة الكنيسة الكاثوليكية.
حيث تم فصل هؤلاء الأطفال عن أسرهم ولغتهم وثقافتهم وغالباً ما كانوا عرضة لأعمال عنف، في بعض الأحيان اعتداءات جنسية، كما توفي نحو ستة آلاف طفل، فيما اعتبرته لجنة تحقيق وطنية "إبادة جماعية ثقافية"، في بلد أثار فيه اكتشاف أكثر من 1300 قبر لمجهولين في عام 2021، صدمة حقيقية؛ ما دفع السلطات إلى إعلان "يوم مصالحة".