أثار الصاروخ الصيني الذي تم إطلاقه حديثاً حالة من القلق، إذ يُتوقع أن تصطدم أجزاء قد تنفصل عنه بسطح الأرض في مكان غير محدد وبسرعة كبيرة، بحسب ما قالت صحيفة The Washington Post الأمريكية، الإثنين 25 يوليو/تموز 2022.
وانطلق صاروخ Long March 5B ظهيرة يوم الأحد 24 يوليو/تموز، من موقع الإطلاق وينشانغ في مقاطعة جزيرة هاينان الجنوبية، حاملاً مختبراً جديداً يعمل بالطاقة الشمسية، وحدة وينشن التجريبية، لينضم إلى محطة تي إن غونغ الفضائية الصينية.
لكن حجم الصاروخ الثقيل- يبلغ ارتفاعه 53.6 متر ويزن 837.500 كغم – أثار تخوفات خبراء من أن بعض حطامه المتخلف عن مرحلته الأولى قد لا يحترق أثناء عودته إلى الغلاف الجوي للأرض.
ومثلما حدث مع عمليتي إطلاق سابقين، ألقى الصاروخ جزء مرحلته الأولى الفارغ الذي يبلغ وزنه 23 طناً في المدار، ما يعني أنه سيستمر في الدوران حول الأرض خلال الأيام المقبلة مع اقترابه تدريجياً من الهبوط.
فيما يصعب التنبؤ بمسار رحلته بسبب التقلبات في الغلاف الجوي الناتجة عن التغيرات في النشاط الشمسي.
الصين لم تلتزم بالمعايير
ورغم أن الخبراء يرون أن احتمالات سقوط الحطام على منطقة مأهولة منخفضة جداً، يرى كثيرون أيضاً أن الصين تقدم على مخاطرة لا داعي لها. فبعد سقوط جزء المرحلة الأولى من الإطلاق الأخير في المحيط الهندي، قال مدير ناسا بيل نيلسون إن الصين "لم تلتزم بالمعايير الخاصة بالحطام الفضائي"، مثل تقليل المخاطر أثناء العودة إلى الأرض والتزام الشفافية في عملياتها.
لكن الصين ترفض اتهامات اللامسؤولية، وقالت وزارة الخارجية الصينية رداً على مخاوف إطلاق الصاروخ العام الماضي، إن احتمال وقوع ضرر "منخفض جداً".
قبل إطلاق الصاروخ، كتب جوناثان ماكدويل، عالم الفلك في مركز الفيزياء الفلكية الذي يتتبع عمليات الإطلاق الفضائية، على تويتر أنه يتمنى لو تتبنى الصين تصميماً جديداً ليخرج جزء المرحلة الأولى من المدار بنجاح.
ومساء الأحد، أضاف ماكدويل أن البيانات المدارية لقيادة الفضاء الأمريكية عن جسمين من الإطلاق تؤكد أن أجزاء المرحلة الأولى "لا تزال في المدار ولم تخرج منه بنجاح".
يتفق عدد من العلماء مع الصين في أن احتمالات تسبب الحطام في أضرار جسيمة ضئيلة. ويتوقع مقال نُشر في مجلة Nature Astronomy هذا الشهر أن طرق الإطلاق الحالية ستؤدي إلى موت إنسان أو إصابته بجروح من أجزاء الصواريخ التي تعود للدخول في واحد من كل 10 إطلاقات خلال العقد المقبل.
لكن كثيرين يرون أن إطلاق تصاميم مثل Long March 5B يمثل مخاطرة لا داعي لها. وجاء في المقال: "المسؤولون عن إطلاق الصواريخ تتوفر لهم إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا وتصميمات المهام التي تلغي الحاجة إلى معظم عمليات العودة الخارجة عن السيطرة". واقترحوا وضع معايير سلامة عالمية تفرض التحكم في عمليات العودة والسيطرة عليها.