وصل وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، مساء السبت 23 يوليو/تموز 2022، إلى العاصمة المصرية القاهرة في مستهل جولته الإفريقية الأولى من نوعها بالقارة منذ حرب بلاده في أوكرانيا قبل شهور.
إذ أفادت سفارة روسيا لدى مصر، عبر حسابها الموثق بتويتر، بوصول لافروف إلى القاهرة في زيارة رسمية، ضمن جولته الإفريقية التي تشمل أيضاً إثيوبيا وأوغندا والكونغو الديمقراطية.
ووفق بيان للخارجية المصرية، نقلته وكالة الأنباء المصرية، مساء السبت، "يعقد لافروف مع نظيره المصري سامح شكري الأحد 24 يوليو/تموز، جلسة مباحثات تتناول "سبل تعزيز العلاقات وبحث القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك".
ويعقد شكري ولافروف مؤتمراً صحفياً مشتركاً في ختام المباحثات، وفق المصدر ذاته.
لافروف والجامعة العربية
من جانبها، أعلنت جامعة الدول العربية عن لقاء بين لافروف والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في الساعة الثالثة بتوقيت القاهرة (13:00 بتوقيت غرينتش)، حيث من المقرر أن يلقي الوزير الروسي كلمة في حضور المندوبين الدائمين للجامعة.
وفي وقت سابق السبت، قالت قناة "روسيا اليوم" عبر موقعها الإلكتروني، إن لافروف "يبدأ السبت جولة إفريقية تستغرق 5 أيام، سيقوم خلالها بزيارات عمل إلى كل من مصر وإثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو".
وأضافت: "من المقرر أن يناقش لافروف، خلال زيارته، الأجندة الدولية والإقليمية والتعاون الثنائي".
كما نقلت القناة عن لافروف قوله، إن روسيا "لديها علاقات طويلة الأمد وجيدة مع إفريقيا، وتعمل بنشاط في السنوات الأخيرة على استعادة موقعها في القارة".
وتعد جولة لافروف لإفريقيا الأولى من نوعها للقارة منذ اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية في 24 فبراير/شباط الماضي، وفق إعلام مصري.
أولويات روسيا في إفريقيا
وكتب وزير الخارجية الروسي مقالاً ألقى فيه الضوء على أهم الملفات التي سيناقشها خلال جولته المنتظرة في إفريقيا، قال إن على رأسها تنمية الشراكة المتكاملة مع دول القارة، التي قال إنها "لا تزال على قائمة الأولويات المهمة للسياسة الخارجية الروسية".
وأعرب لافروف عن تطلع بلاده إلى "تعزيز التعاون في ضوء الاتفاقيات الاستراتيجية المتخذة أثناء القمة الأولى لمنتدى روسيا-إفريقيا في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2019 في مدينة سوتشي".
وأوضح أن "الوضع الجيوسياسي الحالي يتطلب تعديل الآليات لتعاوننا، وبالأخص في مجال ضمان عمل الوسائل اللوجستية من دون أية عوائق، وتشغيل نظام المدفوعات المحمية من التدخل الخارجي".
وشدد على أن "روسيا ستتخذ مع شركائها الخطوات لتوسيع استخدام العملات الوطنية ونظم المدفوعات، والتخفيض التدريجي لحصة الدولار واليورو في التجارة المتبادلة". وقال: "ندعم بشكل مبدئي إقامة النظام المالي المستقل والفعال والمنيع لتأثير دول غير صديقة".
الأمن الغذائي
وبعث لافروف برسالة طمأنة في ما يتعلق بضمان الأمن الغذائي، فكتب: "نفهم جيداً أهمية الواردات الروسية للمنتجات ذات الأهمية الاجتماعية، بما في ذلك البضائع الغذائية للكثير من الدول، ونفهم أن هذه الواردات تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة".
وأضاف: "أود أن أشدد على أنه لا يوجد الأساس للدعاية الغربية والأوكرانية حول تصدير الجوع من قبل روسيا، وفي الواقع يمثل هذا التلاعب محاولة أخرى لنقل المسؤولية على الطرف الآخر وقلبها رأساً على عقب".
ولفت إلى أنه "حتى في فترة أزمة كورونا حصل الغرب بشكل جماعي، باستخدام آلية إصدار العمل، على السيطرة على تدفقات السلع والأغذية، وساهم نتيجة لذلك في تدهور الوضع في البلدان التي تعتمد على الواردات الغذائية". وقال: "هذا ما حدث بالضبط عندما بدأ يصعب الوضع في السوق الغذائية، وقد أدت العقوبات الغربية المفروضة على روسيا في الأشهر الأخيرة إلى تفاقم هذه الاتجاهات السلبية بشكل إضافي".
ووصل لافروف إلى مصر غداة استضافة إسطنبول، الجمعة، مراسم توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية"، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وتعاني الكثير من بلدان العالم ومنها مصر، أزمة حبوب نتيجة عدم تمكن سفن الشحن من مغادرة الموانئ الأوكرانية، بسبب الحرب المندلعة منذ 24 فبراير/شباط الماضي.