يهدد تصاعد الإضرابات والاحتجاجات العمالية الأخرى الصناعات على مستوى العالم، لاسيما تلك التي تنطوي على نقل البضائع والأشخاص والطاقة، بحسب وكالة Bloomberg الأمريكية، السبت 23 يوليو/تموز 2022.
إذ يطالب العمال في السكك الحديدية والموانئ بالولايات المتحدة، وكذلك العمال في حقول الغاز الطبيعي بأستراليا وسائقو الشاحنات في بيرو، بظروف أفضل في ظل تأثير التضخم على أجورهم.
لديهم ورقة رابحة
ووفقاً للوكالة الأمريكية، فإن هؤلاء الموظفين لديهم ورقة رابحة على طاولة المفاوضات، لأن عملهم شديد الأهمية للاقتصاد العالمي في الوقت الحالي، فسلاسل التوريد لا تزال هشة وأسواق الوظائف مضطربة، مشيرة إلى أن أي اضطرابات ناجمة عن الخلافات العمالية قد تزيد من نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار الذي يهدد بإحداث ركود.
إلى ذلك، قالت كاتي فوكس هوديس، المحاضِرة في علاقات العمل بكلية الإدارة في جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة، إن الورقة الرابحة لدى العاملين في مجال النقل والخدمات اللوجستية قد تشجعهم على الوقوف في وجه رؤسائهم، لافتة أن ظروف ظروف العمل الصعبة بالفعل في هذا المجال بعد سنوات من رفع الضوابط التنظيمية.
وتابعت كاتي: "سلاسل التوريد العالمية لم تُهيأ للتعامل مع أزمة مثل الجائحة، وقد ألقى أرباب العمل بحمل هذه الأزمة على ظهور العمال".
قلق البنوك المركزية
الوكالة الأمريكية أوضحت أيضاً أن محافظي البنوك المركزية، من جانبهم، قلقون من أن يحصل العمال على رواتب مرتفعة أكثر من اللازم، وبالتالي حدوث دوامة أسعار وأجور مثل تلك التي أدت إلى ارتفاع التضخم في السبعينيات.
وفي الواقع، لا دلائل كثيرة تشير إلى أن أزمة مماثلة قد تقع، إذ تتخلف مكاسب الأجور عموماً عن الأسعار، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن العمالة المنظمة أقل قوة بشكل عام مما كانت عليه حينذاك، وفق الوكالة.
لكن هذا قد يخفي مشكلة مختلفة. فالجزء الأكبر من التضخم اليوم ينبع من نقاط اختناق محددة، والاضطرابات العمالية في هذه الصناعات الحيوية قد تكون لها تأثيرات مضاعفة على الأسعار.
تهديد عمال الطاقة في النرويج
إذ أدى تهديد عمال الطاقة في النرويج بالدخول في إضراب، على سبيل المثال، إلى وقوع اضطرابات جديدة في أسواق الغاز الطبيعي الأوروبية مطلع يوليو/تموز الجاري.
وأضافت الوكالة أن إعادة التوازن للاقتصادات مهددة أيضاً، فخلال الجائحة، ارتفع شراء الناس للسلع على حساب الخدمات مثل تذاكر السفر أو غرف الفنادق، وهذا أدى إلى الضغط على سلاسل التوريد وإذكاء التضخم.
ويُتوقع أن تعود عادات الإنفاق إلى طبيعتها، مع تجدد رغبة المستهلكين في السفر، لكن الإضرابات التي نفذها أعضاء طواقم الطائرات في شركة Ryanair Holdings Plc، أو عمال المطارات في باريس ولندن، تزيد من اضطرابات السفر التي قد تثني السياح عن رغبتهم.