تسود حالة من الانقسام بين أعضاء فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية، بشأن ما إذا كان تفشي جدري القرود يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، وفقاً لما قاله مصدران مطلعان لوكالة رويترز، فيما من المتوقع أن يحسم مدير المنظمة الأمر خلال الساعات المقبلة.
الوكالة أشارت إلى أن لجنة من الخبراء اجتمعت يوم الخميس، 21 يوليو/تموز 2022، هي المسؤولة عن تقديم المشورة إلى المدير العام تيدروس أدهانوم جيبريسوس، الذي يملك القول الفصل في إعلان حالة الطوارئ الصحية العالمية.
في الماضي كان تيدروس يتبع دائماً توصيات اللجنة، لكن المصدرين المطلعين على عملية صناعة القرار، واللذين تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، قالا إنه يفكر بجدية في إعلان حالة الطوارئ، رغم عدم وجود أغلبية مؤيدة لأي الخيارين، بسبب شعوره بالحاجة الملحة للتصدي للمرض.
بانتظار قرار حاسم
وسط هذه الخلافات يسود ترقب عما سيعلنه مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس، إذ سيُعلن ما إذا كان يتوجّب على المنظّمة إطلاق أعلى مستوى من التأهّب لديها في مواجهة تفشّي مرض جدري القرود، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
من المقرر أن يعقد تيدروس مؤتمراً صحفياً افتراضياً الساعة 13,00 بتوقيت غرينتش، اليوم السبت، وفق ما أوردت المنظمة في بيان مساء الجمعة.
لم يذكر البيان شيئاً عن طبيعة الإعلان الذي سيصدره تيدروس، لكنّ ذلك يأتي في وقتٍ سُجّلت أكثر من 15800 إصابة بجدري القرود في 72 دولة، وفقاً لأرقام المراكز الأمريكيّة لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، حتّى تاريخ 20 يوليو/تموز 2022.
كان غالبية الخبراء قد أوصوا خلال أول اجتماع عُقد في 23 يونيو/حزيران 2022، بألا تُعلن منظمة الصحة حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً.
أستاذ قانون الصحّة الأمريكي ومدير مركز منظمة الصحة العالمية لقانون الصحة لورنس غوستن، كتب مساء الجمعة 22 يوليو/تموز 2022، على تويتر "جدري القرود خرج عن السيطرة، ولا يوجد سبب قانوني أو علمي أو صحي لعدم إعلان حالة طوارئ صحية عامة دولية".
كانت قد اكتُشفت الزيادة غير العادية في حالات الإصابة بجدري القرود، في أوائل مايو/أيار، خارج بلدان وسط وغرب إفريقيا، حيث يتوطن الفيروس عادةً، وقد انتشر مذاك في كل أنحاء العالم وشكلت أوروبا بؤرته.
يُعتبر جدري القرود الذي اكتُشف لدى البشر عام 1970، أقل خطورة وعدوى من الجدري الذي تم القضاء عليه عام 1980.
في معظم الحالات يكون المرضى رجالاً مثليين جنسياً، شباباً نسبياً، ويعيشون بشكل رئيسي في المدن، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
كذلك أكدت دراسة نُشرت الخميس الفائت في مجلة "نيو إنغلند جورنال أوف ميديسين"، هي الأكبر عن هذا الموضوع، وتستند إلى بيانات من 16 دولة مختلفة، أن الغالبية العظمى (95%) من الحالات الحديثة تم نقلها أثناء اتصال جنسي، وأن 98% من الحالات سُجّلت لدى رجال مثليين وثنائيي الجنس.
في سياق متصل قالت وكالة الأدوية الأوروبية (إي إم إيه)، أمس الجمعة، إنّها وافقت على استخدام لقاح للجدري البشري، وتوسيع استخدامه ضد انتشار مرض جدري القرود، وبات هذا اللقاح مستخدماً بالفعل لهذا الغرض في كثير من البلدان، بما في ذلك فرنسا.
بدورها، توصي منظمة الصحة العالمية بتلقيح الأشخاص الأكثر عرضة للخطر وأفراد طواقم الرعاية الصحية الذين هم على تماسّ مع المرض.