هددت روسيا، الأربعاء 20 يوليو/تموز 2022، بأنها لن تورد النفط إلى السوق العالمي، في حال فُرض سقف للأسعار، فيما وضعت دول أوروبية خطة لخفض استهلاك الغاز بنسبة 15%؛ من أجل الاستغناء عن إمدادات روسيا.
يأتي هذا التهديد بعدما حثّت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، على وضع سقف؛ لدفع أسعار النفط إلى الانخفاض، وجعل الأمر أكثر صعوبة على موسكو لتمويل حربها في أوكرانيا.
وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء نقلت عن نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، قوله للتلفزيون الروسي: "إذا كانت هذه الأسعار التي يتحدثون عنها أقل من تكلفة إنتاج النفط، فعندئذ لن تضمن روسيا بالطبع توريد هذا النفط إلى الأسواق العالمية. هذا يعني أننا ببساطة لن نعمل بخسارة".
كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد قال للصحفيين في وقت سابق من الأربعاء 20 يوليو/تموز 2022، إن أسعار النفط ستشهد زيادات حادة إذا فُرض سقف، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
يأتي هذا بينما تزيد البرازيل والصين والهند وبعض الدول في إفريقيا والشرق الأوسط واردات الطاقة من روسيا، التي تبيع بخصومات حادة عن خامات القياس العالمية، لأن كثيراً من شركات التكرير الأوروبية توقفت عن شراء النفط الروسي.
كذلك تعتمد روسيا على أسعار الطاقة في تمويل حربها بأوكرانيا والمستمرة منذ فبراير/شباط 2022.
خطة أوروبية للغاز
في سياق متصل، اقترحت المفوضية الأوروبية، الأربعاء 20 يوليو/تموز 2022، خطة تهدف إلى خفض الطلب الأوروبي على الغاز بنسبة 15%؛ للتغلّب على انخفاض الإمدادات الروسية، وذلك عبر الحدّ من تدفئة بعض المباني، وتأجيل إغلاق محطات الطاقة النووية، وتشجيع الشركات على تقليل احتياجاتها، وغيرها من الإجراءات.
هذه الخطة تأتي في سبيل الاستعداد لفصل الشتاء، وأعدّت المفوضية مجموعة من الإجراءات التي ستُمكّن دول الاتحاد الأوروبي الـ27 من مواجهة انقطاع محتمل للإمدادات الروسية التي شكّلت حتى العام الماضي 40% من وارداتها.
رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قالت إن "روسيا تستخدم الغاز كسلاح. في حال الانقطاع التام، يجب أن تكون أوروبا جاهزة"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
تنص الخطة التي لا تزال بحاجة إلى مناقشة الدول الأعضاء، على أنه سيتعيّن على كل دولةٍ "بذل كل ما في وسعها" لتقليل استهلاكها من الغاز، بين أغسطس/آب 2022، ومارس/آذار 2023 بنسبة 15% على الأقل، مقارنة بمتوسط السنوات الخمس الماضية في الفترة نفسها.
سيتعيّن على الدول تقديم تفاصيل خريطة طريق بحلول نهاية سبتمبر/أيلول 2022 لتحقيق ذلك.
من جانبه، ناشد فرانس تيمرمانز، نائب رئيسة المفوضية، الدول التحرّك منذ الآن؛ كي "لا نضطر إلى القيام بذلك في حالة الطوارئ وفي ظروف أكثر كارثية"، وفق قوله.
يخشى الأوروبيون شتاءً صعباً على الرغم من زيادة الواردات من النروج وأذربيجان والجزائر، ومضاعفة شحنات الغاز الطبيعي الأمريكي المسال ثلاث مرات منذ مارس/آذار 2022.
قدّرت فون دير لاين إمكانية خفض الاستهلاك السنوي للغاز في الاتحاد الأوروبي بنحو 45 مليار متر مكعب، منها نحو 11 مليار متر مكعب عبر تقليل التدفئة أو تكييف الهواء في المباني. وكانت روسيا قد ورّدت عام 2020 نحو 153 مليار متر مكعب إلى الدول السبع والعشرين.
كذلك، تشجّع المفوضية الأوروبية على استخدام مصادر بديلة للتدفئة في المدن، وتوصي بحملات إعلامية لحضّ الأسر على خفض منظّم الحرارة بدرجة واحدة هذا الشتاء، ما سيوفّر "ما يصل إلى 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً".
مع ذلك، يمثل "العملاء المحميون" (الأسر، الخدمات الاجتماعية، المستشفيات، الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي يتم ضمان التوريد إليها) أقل من 37% من إجمالي استهلاك الغاز. لذا، تستهدف المفوضية استهلاك محطّات إنتاج الكهرباء والصناعات.
يُشار إلى أن الدول الـ27 بالاتحاد الأوروبي قد تصدّق على خطة المفوضية في اجتماع لوزراء الطاقة في 26 يوليو/تموز 2022 في بروكسل.