ندد الوزير العربي في الحكومة الإسرائيلية، عيساوي فريج، الأربعاء 20 يوليو/تموز 2022، بتقرير تلفزيوني لصحفي إسرائيلي دخل مكة رغم حظر دخولها على غير المسلمين، واعتذر عن الواقعة بعدما أثارت غضباً واسعاً.
فريج -وهو مسلم- يتولى وزارة "التعاون الإقليمي" بالحكومة الإسرائيلية، وصف التقرير بأنه "غبي وضار" بالعلاقات بين إسرائيل ودول الخليج.
الوزير قال في تعليقه على التقرير: "آسف (لكن) بث (هذا التقرير) والتفاخر به كان شيئاً غبياً. بث هذا التقرير من أجل المشاهدات كان تصرفاً غير مسؤول ومؤذياً".
أضاف فريج أن التقرير يضر بالجهود التي ترعاها الولايات المتحدة لدفع إسرائيل والسعودية تدريجياً إلى مزيد من تطبيع العلاقات، على غرار الاتفاقيتين الدبلوماسيتين مع كل من الإمارات والبحرين عام 2020.
كانت القناة 13 الإخبارية الإسرائيلية قد بثت تقريراً مصوراً مدته عشر دقائق من السعودية، للصحفي جيل تماري، يوم الإثنين 18 يوليو/تموز 2022، ظهر فيه وهو يتنقل بسيارة بجوار المسجد الحرام في مكة، ويصعد على جبل الرحمة، وهو جزء من مشعر عرفات الذي يحظى بقدسية شديدة، باعتباره المكان الذي ألقى فيه النبي محمد خطبة الوداع قبل 14 قرناً.
كان برفقة الصحفي شخص يبدو مرشداً محليا، والذي تم حجب وجهه للحيلولة دون التعرف على هويته، وخفض تماري صوته بينما كان يتحدث أمام الكاميرا باللغة العبرية، وتحول أحياناً للتحدث باللغة الإنجليزية لتجنب اكتشاف أنه إسرائيلي.
تماري كان في مدينة جدة لتغطية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية، يوم الجمعة الماضي، ولم يتضح ما إذا كانت السلطات وافقت على زيارته إلى مكة، والتي اعتذر بشأنها في وقت لاحق قائلاً إنه لم يكن يقصد الإساءة للمسلمين.
كتب تماري على تويتر قائلاً "إذا شعر أي شخص بالإساءة بسبب هذا التقرير المصور، فأنا أعتذر بشدة. كان الغرض من ذلك إظهار أهمية مكة وجمال الدين، ومن خلال القيام بذلك تعزيز التسامح الديني".
من جانبها، اعتذرت القناة 13 الإسرائيلية عن تسلل مراسلها إلى مكة، وقالت في تغريدات كتبتها باللغة العربية على حسابها الرسمي في تويتر: "زيارة محرر الشؤون الخارجية لمكة المكرمة لن تأتي للمساس بمشاعر الأمة الإسلامية والمملكة العربية السعودية".
أضافت القناة: "نحن في أخبار القناة 13 نعبر عن اعتذارنا وأسفنا، أن يشعر أحد بالغضب بسبب هذه الزيارة، إن الفضول الصحفي هو جوهر العمل الصحفي من أجل الوصول إلى كل الأماكن والتغطية من مصدر أول".
يُشار إلى أن السعودية لا تعترف بإسرائيل، وتُصر في تصريحاتها الرسمية حول التطبيع مع إسرائيل على أنها لن تُطبّع العلاقات ما لم تُحل القضية الفلسطينية.