تشهد بريطانيا، الإثنين 18 يوليو/تموز 2022 أشد أيامها حرارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، إذ من المتوقع أن تبلغ الحرارة 40 درجة مئوية لأول مرة في المملكة، مما أجبر شركات القطارات على إلغاء بعض خدماتها ودفع السلطات الصحية لنشر مزيد من سيارات الإسعاف.
على إثر ذلك، أعلنت بريطانيا حالة طوارئ وطنية، بعدما أشارت توقعات الأرصاد إلى أن درجات الحرارة ستتجاوز اليوم الإثنين وغداً الثلاثاء مستوى 38.7 درجة مئوية المسجل في حديقة جامعة كامبريدج عام 2019.
من جانبه، فرض مترو أنفاق لندن قيوداً مؤقتة على السرعة على شبكة القطارات اليوم وغداً، مما يعني خفض الرحلات مع طول زمن الرحلة بسبب خفض السرعة، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
كذلك نصحت شركة القطارات الوطنية الركاب بالبقاء في منازلهم، وقالت إن بعض الخدمات ومنها خط رئيسي بين شمال شرق إنجلترا ولندن (المعروفة باسم مدينة الضباب) لن يتحرك في أوقات معينة غداً الثلاثاء، كما ستغلق بعض المدارس أبوابها في وقت مبكر اليوم.
يأتي هذا بينما تشهد أغلب أنحاء أوروبا موجة حارة شديدة بلغت فيها درجات الحرارة نحو 45 درجة مئوية في بعض المناطق، كما انتشرت حرائق في الغابات.
أمس الأحد واصلت العديد من دول أوروبا الغربية مكافحة حرائق الغابات المدمِّرة نتيجة موجة الحرّ التي من المتوقع أن تستمر إلى ما بعد عطلة نهاية الأسبوع.
في جنوب غرب فرنسا، لم تضعف تعبئة رجال الإطفاء للتصدي للحرائق، خصوصاً في جيروند، حيث غطّى الدخان حوالى 10500 هكتار من الغابات منذ الثلاثاء الماضي، في سياق موجة حر يمكن أن تصل إلى 40 درجة محلياً، وفقاً للأرصاد الجوية الفرنسية التي وضعت 37 قسماً في درجة عالية من التأهّب الأحد.
بدورها، حذّرت المؤسسة العامة للأرصاد الجوية من أنّ "الحرارة تتزايد بينما تنتشر موجة الحر في مختلف أنحاء البلاد".
كما توقّعت الأرصاد الجوية الفرنسية أن يكون اليوم الإثنين "الأكثر حرّاً في غرب البلاد"، مشيرة إلى أن درجات الحرارة قد تصل إلى 40 درجة في بريتاني ونورماندي باس وأكيتان وغرب أوكسيتاني.
كذلك عانت البرتغال من اشتعال الحرائق، وشهدت هدوءاً صباح أمس الأحد على جبهة مواجهة النيران، وظلت بؤرة واحدة نشطة بالقرب من بلدة تشافيس في أقصى شمال البلاد، فيما تمّت "السيطرة عملياً" على أكثر من 90% من محيطها، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن الحماية المدنية البرتغالية.
أما في إسبانيا، لا يزال 20 حريقاً مستعراً في الغابات، وخارج نطاق السيطرة في أجزاء مختلفة من البلاد، من الجنوب إلى أقصى الشمال الغربي في غاليسيا، حيث دمّرت الحرائق حوالى 4400 هكتار من الأراضي هذا الأسبوع، بحسب السلطات.
وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية توقّعت درجات حرارة "مرتفعة بشكل ملحوظ" في معظم أنحاء البر الرئيسي للبلاد وجزر البليار في البحر المتوسط الأحد، على أن تصل درجة الحرارة إلى 42 درجة في مدينة لوغرونو الشمالية، و40 درجة في مدريد وإشبيلية.
في اليونان أيضاً، واصل عناصر الإطفاء مكافحة تفشّي حريق اندلع صباح الجمعة الفائت، وتسبّب في إخلاء وقائي لسبع قرى في منطقة ريفية في محافظة ريثيمنو في جزيرة كريت.
يُشار إلى أن هذه موجة الحر الثانية التي تشهدها أوروبا في أقل من شهر، ويعدّ تكاثر هذه الظواهر نتيجةً مباشرة للاحترار العالمي وفقاً للعلماء، مع ازدياد انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري، من حيث شدّتها ومدّتها وتكرارها.