أصدرت الولايات المتحدة والسعودية الجمعة 15 يوليو/تموز 2022 مجموعة من الإعلانات، تراوحت موضوعاتها بين سحب قوات حفظ السلام من جزيرة استراتيجية قبالة السواحل السعودية والمصرية، إلى التعاون في مجال تكنولوجيا الهواتف المحمولة، وذلك خلال زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للملكة.
في البيان الذي صدر بعد محادثات أجراها بايدن مع كبار المسؤولين السعوديين، بمن فيهم ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، رحبت الولايات المتحدة أيضاً بالزيادات المتسارعة في إنتاج النفط، التي أعلنت عنها مسبقاً مجموعة أوبك +، التي تضم السعودية وروسيا.
قرار بشأن تيران
نص البيان على أن القوات الأمريكية وقوات حفظ السلام الأخرى ستغادر جزيرة تيران، التي تتمركز فيها، في إطار اتفاقات تم التوصل إليها عام 1978، والتي أدت إلى اتفاق سلام بين إسرائيل ومصر. وتحتل تيران موقعاً استراتيجياً بين السعودية ومصر على الطريق إلى ميناء إيلات الإسرائيلي.
كما قال البيان إن واشنطن رحبت أيضاً بخطوة السعودية فتح مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية التي تحلق من إسرائيل وإليها، وهو ما كان محظوراً في السابق، مع استثناءات نادرة.
في حين تناولت إعلانات أخرى اتفاقية حول التعاون في تكنولوجيا الجيلين الخامس والسادس للهواتف المحمولة والأمن الإلكتروني.
لقاء بايدن وولي العهد السعودي
يأتي الإعلان عن هذه الاتفاقيات المشتركة بعد أن بحث ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الجمعة، مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، "سبل مواجهة تحديات المنطقة".
جاء ذلك خلال لقائهما في جدة، حسب وكالة الأنباء السعودية "واس"، هو الأول بينهما، وذلك على هامش زيارة بايدن الأولى للمملكة منذ وصوله للرئاسة.
أفادت الوكالة بأن ولي العهد وبايدن عقدا جلسة مباحثات رسمية بقصر السلام في جدة، ثم ترأسا اجتماعاً موسعاً بحضور عدد من مسؤولي البلدين. وأضافت أن الجانبين "بحثا أوجه التعاون بين البلدين في عدد من المجالات، ومناقشة سبل مواجهة التحديات بالمنطقة والعالم"، دون تفاصيل أكثر.
اتفاقيات بين الجانبين
كانت قناة الإخبارية السعودية الرسمية ذكرت، في وقت سابق، أنه من المنتظر توقيع اتفاقيات بين الجانبين عقب حدوث لقاء عمل بين ولي العهد وبايدن مساء الجمعة.
في وقت سابق الجمعة، بحث العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، مع بايدن بحضور ولي العهد "سبل تعزيز العلاقات في شتى المجالات"، وذلك في لقاء بقصر السلام.
وفق معلومات رسمية، فهذه أول زيارة لبايدن إلى السعودية منذ توليه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني 2021، والثانية عشرة لثامن رئيس للولايات المتحدة خلال 5 عقود، وهو أول رئيس أمريكي يسافر من إسرائيل إلى مدينة جدة السعودية، وأول لقاء بين الرئيس الأمريكي وقادة المملكة.
توترات بين أمريكا والسعودية
تأتي الزيارة بعد "توتر" شهدته العلاقات السعودية-الأمريكية، لا سيما مع وصول بايدن للسلطة، وفق مراقبين، قبل أن يتحدث الأخير عن "إعادة توجيه العلاقات مع المملكة".
يُذكر أنه، وفي وقت سابق الجمعة، وصل بايدن إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، قادماً من إسرائيل والأراضي الفلسطينية، في زيارة تستمر يومين، وفق وكالة الأنباء السعودية.
كذلك ومن المنتظر أن يشارك بايدن في قمة عربية-أمريكية السبت في جدة، يحضرها قادة مجلس التعاون الخليجي (السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان)، إضافة إلى مصر، والأردن، والعراق.