ظهر الرئيس الصيني شي جين بينغ هذا الأسبوع ظهوراً نادراً في منطقة شينجيانغ المضطربة، وهي زيارته الأولى للمنطقة منذ أكثر من ثماني سنوات، وثاني جولاته في البلاد خلال أسبوعين، بعد جولة أجراها أواخر يونيو/حزيران في هونغ كونغ، وكلتاهما تأتي ضمن المساعي الرامية إلى إبراز الإجماع الوطني حوله، وحشد التأييد اللازم لإطالة حكمه، بحسب صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الجمعة 15 يوليو/تموز 2022.
في وقت مبكر من يوم الجمعة، بثت وسائل الإعلام الحكومية بثاً استغرق نحو نصف دقيقة لمجموعة لقطات منقولة عن محطة التلفزيون المركزي الصينية يظهر فيها شي خلال زيارة إلى مكاتب حكومية ومتحف وفصول دراسية ومنطقة تجارية في أورومتشي، عاصمة إقليم شينجيانغ.
كان في استقبال الرئيس الصيني موسيقيون وراقصون يرتدون الملابس التقليدية لأقلية الإيغور المسلمة، والتي تشير تقارير غربية عديدة إلى تعرضها للاضطهاد وإخضاعها لحملة استيعاب قسري عنيفة تشنها السلطات الصينية، وفق الصحيفة.
وفي وقت لاحق، نشرت وسائل الإعلام الحكومية مقطع فيديو قصيراً يُظهر شي في زيارة إلى مدينة شِهيزي، حيث زار مقراً تابعاً لـ"فيلق الإنتاج والبناء في إقليم شينجيانغ" (الذي يطلق عليه أيضاً البنغتوان في الصين)، وهي منظمة شبه عسكرية تأسست في خمسينيات القرن الماضي وتزعم العمل على تطوير المنطقة الحدودية.
وفي أثناء الزيارة التي أجراها الرئيس الصيني لمرافق محلية وأراض زراعية يوم الأربعاء 13 يوليو/تموز، أخبر شي موظفي البنغتوان أن منظمتهم تضطلع بدور استراتيجي لا غنى عنه في الإقليم.
تنفي حكومة الصين اضطهادها للأقليات العرقية، وتدفع الاتهامات الغربية بالقول إن سياستها في شينجيانغ شأن داخلي. ويبدو أن الغاية من التقرير الموجز عن زيارة شي للإقليم هي إبراز صورة الوحدة الوطنية بدلاً من الانقسامات العرقية.
تأتي الزيارة المفاجئة لإقليم شينجيانغ بعد أسبوعين تقريباً لم يظهر فيهما شي في وسائل الإعلام الحكومية، وليس من المعتاد أن يغيب شي عن الظهور علناً طوال مدة كهذه، لا سيما أن هذا العام شديد الأهمية للرئيس الصيني من الناحية السياسية، فكثير من المراقبين يتوقعون اتجاهه إلى تعزيز المساعي الرامية إلى البقاء في السلطة ولاية ثالثة.
ومع ذلك، أشار مراقبون إلى أن الحكومة الصينية غالباً ما تحجب أخبار رحلات شي حتى اكتمالها.
جاءت رحلة الرئيس الصيني إلى شينجيانغ في أعقاب زيارة استغرقت يومين إلى إقليم هونغ كونغ في أواخر يونيو/حزيران للاحتفال بمرور 25 عاماً على عودة المستعمرة البريطانية السابقة إلى السيادة الصينية. وكانت تلك أول زيارة يعقدها شي للإقليم منذ أن فرضت بكين قانونها الصارم للأمن القومي.
وفي تقرير موجز عن رحلة شي إلى شينجيانغ، قالت وسائل الإعلام إن غرض الرئيس الصيني من الزيارة هو الاطلاع على مستجدات العمل الجاري لدعم المواهب العاملة في شينجيانغ، وتعزيز جهود مكافحة فيروس كورونا، وتمكين التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتقوية وحدة الأمة الصينية.