أثارت مجموعة صور للسفير العراقي في لبنان حيدر البراك، خلال توسطه مجموعة مسلحين بملابس مدنية وقذائف، موجة من الانتقادات والسخرية على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات باستدعائه من قِبل وزارة الخارجية العراقية.
إذ أظهرت الصور، التي تناولتها مواقع التواصل، حيدر البراك، وهو يحمل على أحد كتفيه قاذفة الصواريخ بذريعة الصيد في منطقة البقاع، وهو محاط بجمع من الأمن والسيارات، بينما أظهرت صورة أخرى توسطة مجموعة مسلحين بملابس مدنية.
على أثر ذلك، نشر الصحفي الزميل ستيفن نبيل، منشوراً على فيسبوك، الأربعاء 13 يوليو/تموز 2022، بعنوان "دبلوماسية القاذفات"، قال فيه إنه "من المعتاد أن يقوم سفراء الدول بنقل ثقافة الدولة والشعب إلى الدولة المضيفة والاهتمام بشؤون الجالية والمغتربين وبناء العلاقات الاقتصادية والاجتماعية المتينة".
وتابع نبيل: "سفير العراق في لبنان حيدر البراك قام بنشاط مغاير لكل هذا، واختار أن يقضي وقته في البقاع وهو يضرب قاذفة صواريخ RPG7، في وقت يعاني فيه الكثير من اللاجئين العراقيين في لبنان" من مشاكل متعددة.
هوايتي الصيد
في المقابل، رد حساب غير موثق، يحمل اسم السفير البراك وتعريف "سفير العراق في لبنان" على ذلك المنشور بالقول: "يا ريت (ليتك) تبين نشاطاتنا الثقافية (…) والسياسية وإنجازات السفارة بدلاً من سعيك للإثارة، أنا هوايتي الصيد ما المشكلة في ذلك (…) اهدا شوية (اهدأ قليلاً)".
كما نشر الحساب ما قال إنه "توضيح هام"، وجاء فيه "كجزء أساسي من مهام عمل أي سفير وهو الانفتاح والتواصل مع المجتمع الذي يعيش به بكل مكوناته. قمت بتلبية دعوة كريمة من إحدى أكبر القبائل العربية في منطقة البقاع لزيارتهم".
وأوضح: "وكعادة أهل القرى والريف في الترحيب بالضيف الذي يتم استقباله من قبل شيوخ العشائر بتلك المنطقة ووجهائها ورئيس البلدية وبعض ضباط الجيش والشرطة، عند وصول الضيف يرحبون به على طريقتهم الخاصة، وكانت بإطلاق النار.
وجاءت التعليقات برفض هذه السلوكيات التي تصدر من شخص مسؤول في الدولة العراقية بدرجة سفير، ما يعكس صورة سيئة عن واقع البلاد وحضارته وطبيعة العمل الدبلوماسي بشكل خاص.
كما أشار معلقون بغضب إلى أن "السفير وعلى ما يبدو يجيد إرسال رسائل القاذفات قبل الواجهات الدبلوماسية والبروتوكول وقواعد العمل الدبلوماسي، والأدوات المتحضرة التي يعبر فيها السفراء المهنيون للدول المحترمة عن ثقافة شعوبهم، بالطرق الناعمة والعصرية".
ودعا رواد مواقع التواصل الاجتماعي السلطات العراقية بما فيها وزارة الخارجية إلى "استدعاء السفير وتوجيه تهمة الإساءة إلى مهنة الدبلوماسية وسمعة البلاد له".
البراك دائم إثارة الجدل
يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يثير فيها البراك الجدل، وفي مارس/آذار الماضي، طلبت وزارة الخارجية العراقية من سفيرها البراك، العودة إلى بغداد، بعد تداول مقطع مصور على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر السفير في تصرف وُصف بـ"غير اللائق".
إذ قال المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، إن وزير الخارجية فؤاد حسين وجه باستقدام السفير حيدر البراك إلى بغداد، للتداول بشأن ما تداولته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، عن منع السفير أحد أعضاء وفد عراقي زار لبنان مؤخراً لإجراء مباحثات ثنائية، من الإدلاء بتصريح للصحافة.
وأشار المتحدث حينها إلى أن الوزارة ستعمل لـ"الوقوف على حيثيات الموضوع واتخاذ الإجراء المناسب".