أعرب مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، عن رفضه قرار حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، فصله من منصبه، وتعيين رئيس جديد للهيئة السيادية التي تشكل محور صراع بين حكومتي الدبيبة وباشاغا.
فقد حذَّر "صنع الله" في خطاب تلفزيوني، رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، من أن "يمس" مؤسسته، قائلاً: "حكومتك منتهيةٌ ولايتها وليست لها سلطة على المؤسسة ولا على غيرها".
كانت حكومة الوحدة الوطنية الليبية قد أعلنت إعادة تشكيل مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط برئاسة فرحات عمر بن قدارة، الذي شغل منصب محافظ مصرف ليبيا المركزي في فترة حكم الزعيم الراحل معمر القذافي بين العامين 2006 و2011.
فيما قاد "صنع الله" مؤسسة النفط بشكل مباشر منذ عام 2015، في ظل إلغاء وزارة النفط حتى عودتها مع حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة.
في 23 يونيو/حزيران 2022، أعلن الدبيبة موافقته على تغيير "صنع الله" بعد اتهامه بحجب معلومات الإيرادات والإنتاج، ومخاطبة مديري الشركات بعدم الاعتداد بمراسلات وزارة النفط.
مؤخراً تراجع إنتاج البلاد من النفط الخام إلى ما بين 100 ألف و200 ألف برميل يومياً، بسبب إقفال محتجّين لموانئ وحقول التصدير.
رجل يحظى بدعم داخلي
يشار إلى أن "صنع الله"، الذي كان رئيس المؤسسة الوطنية للنفط منذ 2014، نجا بالفعل من جميع الأزمات السياسية المختلفة التي عصفت بالبلاد.
فعلى الصعيد الداخلي، يحظى "صنع الله" بدعم قوي من عقيلة صالح وشخصيات مثل الرجل الثاني في المجلس الرئاسي السابق أحمد معيتيق، حيث رعى الأخير الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين "صنع الله" وحفتر عام 2020، والذي سمح بإعادة فتح الهلال النفطي، ويدعم الآن التحالف الموالي لباشاغا.
كما يتمتع "صنع الله" في المقام الأول بدعم غير مشروط من معظم شركات النفط الكبرى العاملة حالياً في ليبيا، فضلاً عن دعم الدبلوماسيين الغربيين الذين يريدون حماية وحدة المؤسسة الوطنية للنفط، إلى جانب إنتاجها النفطي، خاصةً الآن في أثناء محاولة دول الاتحاد الأوروبي فطم نفسها عن النفط والغاز الروسيَّين.
ومنذ 17 أبريل/نيسان الماضي، يشهد قطاع النفط الليبي موجة إغلاقات للحقول والموانئ، من جانب جماعات قبلية في الجنوب والوسط والجنوب الغربي والشرقي.
تطالب هذه الجماعات بتسليم السلطة إلى حكومة فتحي باشاغا، المكلفة من قِبل مجلس النواب في طبرق، فيما يرفض الدبيبة التسليم إلا لحكومة تكلف من برلمان جديد منتخب.
وقبل أزمة الإغلاقات، كان إنتاج البلاد من النفط الخام يبلغ 1.2 مليون برميل يومياً، ووصل في بعض الأيام إلى 1.4 مليون برميل، مقارنة مع أقل من 700 ألف حالياً.