أصدر عدد من القيادات الأمنية والعسكرية بالمنطقة الغربية في ليبيا "المحسوبة على رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة" بياناً رفضوا فيه الدخول في أي مرحلة انتقالية جديدة تحت أي مسمى، مؤكدين تمسكهم بالانتخابات وفق قاعدة دستورية توافقية وعادلة، باعتبارها المخرج الوحيد للأزمة السياسية، حسب البيان.
واعتبر البيان أن أمن طرابلس خط أحمر، متوعدين بالتصدي لكل من يحاول إحداث الفوضى داخلها، أو من يسعى لزرع الفتنة بين مكونات طرابلس الأمنية أو إحداث أي خروقات أمنية، حسب قولهم.
وحذر البيان من محاولات تفصيل قوانين ودساتير على أشخاص بعينهم، قائلين إن ليبيا أكبر من الجميع ولا يمكن أن تُختزل في شخص، وأن ليبيا قدمت الشهداء لأجل دولة مدنية وديمقراطية، وفق البيان، مؤكدين أن طرابلس قالت كلمتها، وأنها ترفض للتمديد لحكومة الدبيبة، وأنهم لن يقبلوا إلا بأجسام شرعية منتخبة من الشعب الليبي.
نرفض المساومة السياسية بالنفط..
ذكرت القيادات في بيانها أنه من الضروري حل أزمة توقف النفط التي تسببت في أزمة انقطاع الكهرباء والوقود، رافضين استخدام هذه الورقة للمساومة السياسية، وعلى دعمهم الكامل لمسار المصالحة الوطنية، شريطة ألا يكون بتمكين "مجرمي الحرب" من مفاصل الدولة، حسب وصفهم، مؤكدين دعم الحوار بين الأطراف لحل الأزمة.
أتى البيان على خلفية كلمة ألقاها رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا أمام البرلمان البريطاني 12 يوليو/حزيران أكد خلالها أن "ليبيا عند مفترق طرق وتعاني الكثير من الفوضى".
قال المحلل السياسي أحمد بوعرقوب لـ"عربي بوست" إن هناك نية لدى بريطانيا في تمكين باشاغا؛ إذ تدعم توجهه في دخول طرابلس من دون قتال، ومن دون الاستعانة بالميليشيات العسكرية على الأرض
وأضاف أن البيان أتى ضمن مجموعة رسائل يرسلها الفريق أسامة الجويلي آمر القوة المشتركة في المنطقة الغربية الذي أقاله الدبيبة بعد الدخول الأول لباشاغا إلى طرابلس قبل شهرين، متهماً إياه بتسهيل دخول باشاغا إلى طرابلس
وخلال الأسابيع الماضية، حشد الجويلي قوة على تخوم طرابلس وبدأ بالتلميح إلى أنه يجب القضاء على الميليشيات في طرابلس وعلى رأسها قوة دعم الانتخابات والدستور التي يقودها عبد الغني الكيكلي المحسوب على الدبيبة.
يضيف أبو عرقوب أن رسائل الجويلي موجهة ضد الدبيبة والقوة التي تمثله في شخص الكيكلي، وأن الدبيبة لا يملك شيئاً وأن بيان القوات يثبت أن هذه القوات لا تتبعه وأن مشكلتها أصبحت مع حكومة باشاغا في التشكيلة الوزارية فقط.
أتى البيان تزامناً مع كلمة ألقاها رئيس الحكومة، المكلفة من مجلس النواب الليبي فتحي باشاغا، اتهم فيها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، بأنه موجود في طرابلس بحماية عدد محدود من الميليشيات التي يعتقد أن بعضها على صلة بجماعات إرهابية دولية، بحسب قوله.
الدبيبة يتحصّن بالميليشيات
ذكر باشاغا في إحاطة بالفيديو أمام عدد من أعضاء البرلمان البريطاني، أن تحصن الدبيبة بتلك المليشيات يحدث في ظل عودة نشاط الجماعات الإرهابية خاصة في الجنوب الليبي؛ والانفلات الأمني وعودة سطوة المليشيات وابتزازها لمؤسسات الدولة واستحواذها على سلطة القرار وارتفاع مؤشر انتهاكات حقوق الإنسان، وفق تعبيره.
وتابع: "في ظل إدارة الدبيبة، تستخدم إيرادات ليبيا لحماية مصالح شخصية، بدلاً من استخدامها لمصلحة الشعب الليبي؛ حيث شهدت فترته ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار الغذاء والدواء دون معالجات حكومية، وتفاقمت أزمة الكهرباء رغم كل الأموال الكبيرة التي صرفت لها" بحسب قوله.
وفي سياق مهاجمته لرئيس حكومة الدبيبة، أكد باشاغا أن الطالب الليبي أمضى عامه الدراسي كاملاً بدون كتب، بسبب الصراع والتسابق على العمولات والصفقات، في حادثة وصفها بالأولى من نوعها في ليبيا، إضافة إلى رجوع الانقسام السياسي والمؤسساتي، وارتفاع خطاب الكراهية والتحريض على العنف.
واتهم باشاغا الدبيبة بإعطائه الأوامر بإطلاق النار عليه وعلى من يؤيده في أحياء مكتظة بالسكان، عندما دخل طرابلس بطريقة سلمية في مايو/آيار الماضي لممارسة مهامه، وأنه انسحب تفاديا لإراقة الدماء وتجنب فقدان المزيد من الأرواح الليبية، وفق قوله.
وصل رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي فتحي باشاغا، إلى العاصمة البريطانية، ليلتقي وفق ما هو مقرر أعضاء البرلمان البريطاني في مجلس العموم البريطاني.
جاءت الزيارة بعد يوم من إعلان المستشارة الأممية بشأن ليبيا، ستيفاني وليامز، انتهاء الجولة الثالثة والأخيرة من مفاوضات اللجنة الدستورية المشتركة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، المتعلقة بالمسار الدستوري، من دون إحراز تقدم بشأن التوافق على إطار دستوري للانتخابات. فهل ينجح باشاغا في مساعيه السياسية ويتمكن من دخول طرابلس سليماً دون الاضطرار للجوء إلى القوة العسكرية؟