استعرض الجيش الإسرائيلي سلاحاً جديداً فور وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مطار بن غوريون، الأربعاء 13 يوليو/تموز 2022، وهو جهاز ليزر مضاد للطائرات المسيرة تعتبره تل أبيب أساسياً لمواجهة إيران، بحسب ما نشره موقع فرانس 24.
تحاول إسرائيل إقناع القوى الغربية وضمن ذلك الولايات المتحدة وفرنسا، بوقف مساعي إحياء اتفاق 2015 المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني والذي انسحبت منه واشنطن في 2018 في عهد دونالد ترامب.
كما تسعى إسرائيل إلى الحد من النفوذ الإيراني، من خلال طرق عدة من ضمنها "هندستها الجديدة" للشرق الأوسط وإقامة تحالف رسمي إلى حد ما مع الدول المعادية لطهران ومن تقول إنهم "وكلاؤها" الإقليميون مثل حزب الله في لبنان.
تدور هذه المعركة على مستوى الاستخبارات والهجمات الإلكترونية وفي البحر، إضافة إلى المجال الجوي مع هجمات تنفذها طائرات مسيّرة بشكل خاص على منشآت نفطية في السعودية والإمارات، بينما سيّر حزب الله طائرات أخرى في مطلع يوليو/تموز 2022، في محيط حقل للغاز بالبحر المتوسط يعتبره لبنان جزءاً من المياه المتنازع عليها مع إسرائيل.
شراكة "كبيرة"
قال وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، من جانبه: "إننا نبني شراكة كبيرة مع دول أخرى في المنطقة تشمل اتفاقيات بشأن الدفاع الجوي".
أدلى بهذه التصريحات غداة نشر مقال في صحيفة "وول ستريت جورنال" تحدّث عن اجتماع عقد في مصر بين مسؤولين من الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والبحرين، الدولتين اللتين وقعتا اتفاقات سلام مع الدولة العبرية مؤخراً، إضافة إلى قطر والسعودية، للبحث في موضوع الطائرات المسيرة الإيرانية.
وعرض الجيش الإسرائيلي أمام بايدن لقطات مصورة لطائرات مسيرة يمكن اعتراضها بواسطة منظومة القبة الحديدية الدفاعية والشعاع الحديدي الذي يستخدم تقنية الليزر.
قال رئيس الأبحاث في وزارة الدفاع الإسرائيلية دانيال غولد، إن "الشعاع الحديدي سيبدأ العمل خلال سنوات قليلة قادمة وسيكون على الأرض إلى جانب القبة الحديدية".
بحسب غولد فإن النظامين "يكمل أحدهما الآخر… وسيعملان معاً، بعقل القبة الحديدية، أما الأوامر والتحكم فسيتم اتخاذ القرارات المتعلقة بها بالوقت المحدد، من سيقوم بمهمة الاعتراض: الليزر أم المنظومة".
جولة بايدن بالشرق الأوسط
ووصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل، في مستهل جولة بالشرق الأوسط، تنطوي على رهانات كبيرة، وتهيمن عليها جهود من واشنطن لإقناع الحلفاء الخليجيين بزيادة إنتاج النفط، والتقريب بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
من المقرر أن يقضي بايدن يومين في القدس، لإجراء محادثات مع مسؤولين إسرائيليين، قبل أن يجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يوم الجمعة 15 يوليو/تموز 2022 في الضفة الغربية المحتلة.
بعد ذلك، سينتقل بايدن في رحلة مباشرة من إسرائيل إلى جدة بالسعودية- وهي أول مرة لرئيس أمريكي- يوم الجمعة المقبل، لإجراء محادثات مع المسؤولين السعوديين، وحضور قمة للحلفاء الخليجيين.
جدد بايدن، في كلمة ألقاها بحفل استقباله في المطار، دعمه لإسرائيل، حيث قال: "لست بحاجة لأن تكون يهودياً، حتى تكون صهيونياً"، وأضاف: "جيل بعد جيل نمت هذه الصلة، وقد استثمرنا في بعضنا البعض، وحلمنا معاً"، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول.
كذلك أشار بايدن إلى شعوره بـ"الفخر"؛ نظراً إلى أن علاقات بلاده مع إسرائيل "أعمق وأقوى من أي وقت مضى"، بحسب قوله. وتابع: "هذه هي زيارتي العاشرة لإسرائيل، وكل فرصة للعودة إلى هذا البلد العظيم نعمة، لأن الصلة بين الشعبين الإسرائيلي والأمريكي قوية وعميقة".
في سياق متصل، أكد بايدن أن بلاده ستواصل "دعم اندماج إسرائيل في المنطقة وتوسيع المبادرات من أجل سلام أكبر واستقرار أكبر وصلات أكبر، وهذا أمر مهم لكل شعوب المنطقة".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، إن زيارة بايدن لإسرائيل "تاريخية"، وأضاف موجهاً كلامه لبايدن: "خلال زيارتك سنجري محادثات حول قضايا الأمن القومي، وبناء الهيكلية الأمنية والاقتصادية الجديدة مع شعوب الشرق الأوسط (…) وسنبحث ضرورة إعادة تشكيل حلف عالمي قوي كفيل بوقف البرنامج النووي الإيراني".
يقول مسؤولون أمريكيون إن الزيارة، وهي الأولي التي يقوم بها بايدن إلى الشرق الأوسط كرئيس، يمكن أن تسفر عن مزيد من الخطوات نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وهما من أقوى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة المضطربة، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
لم يصدر أي تعليق من السعودية حول ما قاله المسؤولون الأمريكيون، أو ما ذكرته تقارير صحفية قبل زيارة بايدن عن موضوع التقارب بين الرياض وتل أبيب.
في السياق ذاته، قال مسؤول إسرائيلي: "نتخذ خطوات تدريجية نحو هذه الغاية"، وأضاف في تصريح لـ"رويترز"، أن حقيقة أن الرئيس بايدن سيسافر مباشرة من إسرائيل إلى السعودية "تلخص كثيراً من العوامل التي تطورت خلال الأشهر الماضية".
كذلك تهدف رحلة بايدن، إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتعميق اندماج إسرائيل في المنطقة، ومواجهة النفوذ الإيراني وعدوان روسيا والصين.
من المستبعد أن يكون هناك أي محاولة لاستئناف عملية السلام المتوقفة منذ سنوات بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، قال إن بايدن سيعيد تأكيد التزامه بما يطلَق عليه حل الدولتين، بتأسيس دولة فلسطينية في المستقبل إلى جانب إسرائيل.