زعماء الاحتجاجات في سريلانكا يجددون عزمهم الاستمرار.. أعلنوا عدم توقفهم حتى رحيل الرئيس رسمياً

عربي بوست
تم النشر: 2022/07/10 الساعة 17:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/10 الساعة 17:14 بتوقيت غرينتش
محتجون يقتحمون قصر الرئيس في سريلانكا/رويترز

قال زعماء الحركة الاحتجاجية في سريلانكا الأحد 10 يوليو/تموز2022 إنهم سيحتلون مقري إقامة الرئيس ورئيس الوزراء حتى يغادرا منصبيهما في نهاية المطاف. جاء ذلك غداة موافقة الرجلين على الاستقالة ليتركا البلاد في مأزق سياسي.

حيث اقتحم آلاف المحتجين منزل الرئيس جوتابايا راجاباكسه ومكتبه والمقر الرسمي لرئيس الوزراء يوم السبت، بعد أن تحولت مظاهرات؛ احتجاجاً على عجزهما عن التغلب على أزمة اقتصادية مدمرة، إلى أعمال عنف.

استقالة رئيس سريلانكا

قال رئيس البرلمان إن راجاباكسه سيستقيل يوم 13 يوليو/تموز 2022 بينما أوضح رئيس الوزراء رانيل فيكريم سينجي أنه سيتنحى للسماح بتشكيل حكومة مؤقتة من جميع الأحزاب.

من جانبها، قالت الكاتبة المسرحية روانثي دي تشيكيرا في مؤتمر صحفي بموقع الاحتجاج الرئيسي في كولومبو: "على الرئيس أن يستقيل وعلى رئيس الوزراء أن يستقيل وعلى الحكومة أن ترحل".

أضافت بينما يحيط بها زعماء آخرون يساعدون في تنسيق الحركة ضد الحكومة، أن الحشود لن تخرج من المقار الرسمية للرئيس ورئيس الوزراء حتى ذلك الحين.

على الرغم من عودة الهدوء إلى شوارع كولومبو الأحد، تجول السريلانكيون طوال اليوم في القصر الرئاسي الذي تعرض للنهب. ووقف أفراد من قوات الأمن، بعضهم يحمل بنادق هجومية، خارج المجمع دون أن يمنعوا الناس من الدخول.

قالت ب.إم تشاندراواتي (61 عاماً) بينما ترافقها ابنتها وأحفادها لرويترز وهي تجرب أريكة وثيرة في غرفة نوم بالطابق الأول: "لم أرَ مكانا كهذا في حياتي". وأضافت: "يعيشون في رفاهية زائدة بينما نعاني نحن. لقد خدعونا. أردت أن يرى أبنائي وأحفادي أنماط الحياة الفاخرة التي كانوا يستمتعون بها".

على مقربة استرخى مجموعة من الشبان على سرير مغطى ذي أربعة أعمدة، واحتشد آخرون على المنعطفات لتجربة جهاز جري مقام أمام نوافذ كبيرة مطلة على مروج منسقة.

فوضى سياسية في سريلانكا

قد تؤدي الفوضى السياسية إلى تعقيد جهود إخراج سريلانكا من أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ سبعة عقود، ناجمة عن نقص حاد في العملات الأجنبية أدى إلى توقف واردات المواد الأساسية مثل الوقود والغذاء والأدوية.

زاد الانهيار المالي بعد أن ضربت جائحة كوفيد-19 الاقتصاد المعتمد على السياحة وقلصت تحويلات العاملين في الخارج.

في حين تفاقم الانهيار بسبب الديون الحكومية الكبيرة والمتنامية وارتفاع أسعار النفط وفرض حظر لمدة سبعة أشهر على استيراد الأسمدة الكيماوية العام الماضي؛ مما أدى إلى تدمير الزراعة.

في المقابل تم تقنين البنزين بشدة وتشكلت طوابير طويلة أمام المحلات التي تبيع غاز الطهي. وطلبت الحكومة من الناس العمل من المنزل وأغلقت المدارس في محاولة لتوفير الوقود. وبلغ معدل التضخم العام في البلاد، التي يقدر عدد سكانها بنحو 22 مليون نسمة، 54.6% الشهر الماضي، وحذر البنك المركزي من أنه قد يرتفع إلى 70% في الأشهر المقبلة.

تنفيذ مطالب المتظاهرين 

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن إن أي حكومة في السلطة يجب أن "تعمل بسرعة لمحاولة تحديد وتنفيذ الحلول التي من شأنها أن تعيد آفاق الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل ومعالجة حالة الاستياء القوية للغاية والملموسة لدى الشعب السريلانكي".

أضاف في مؤتمر صحفي في بانكوك: "نحث البرلمان السريلانكي على التعامل مع هذا بالالتزام بخدمة البلاد وليس لخدمة أي حزب سياسي واحد".

في سياق ذي صلة قالت الهند، الجار العملاق لسريلانكا والتي قدمت دعماً بنحو 3.8 مليار دولار خلال الأزمة، إنها تراقب الأحداث عن كثب.

في حين قال صندوق النقد الدولي، الذي يجري محادثات مع الحكومة السريلانكية بشأن خطة إنقاذ محتملة بقيمة ثلاثة مليارات دولار، اليوم الأحد، إنه يراقب الوضع عن كثب. 

فيما قال البنك الدولي في بيان: "نأمل في التوصل إلى حل للوضع الحالي يسمح باستئناف حوارنا بشأن برنامج يدعمه صندوق النقد الدولي".

اختفاء رئيس سريلانكا

من ناحية أخرى، لم يُشاهد راجاباكسه على الملأ منذ يوم الجمعة، ولم يقل أي شيء بشكل مباشر عن استقالته. وقال مكتب فيكريم سينجي إنه سيستقيل أيضاً، على الرغم من أنه لم يتم الاتصال به ولا بالرئيس راجاباكسه.

في حين قال رئيس البرلمان ماهيندا يابا آبيواردينا يوم السبت، إن قرار راجاباكسه التنحي اتُّخذ "لضمان تسليم السلطة سلمياً".

يقول خبراء دستوريون إنه في حالة استقالة الرئيس ورئيس الوزراء فإن الخطوة التالية ستتمثل في تعيين رئيس البرلمان رئيساً بالوكالة، وتصويت البرلمان على رئيس جديد في غضون 30 يوماً لإكمال ولاية راجاباكسه.

جدير بالذكر أن الإحباط قد تفاقم من الأزمة الاقتصادية يوم السبت عندما اجتاز حشد كبير من المتظاهرين حراساً مسلحين إلى القصر الرئاسي الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية واستولوا عليه. وتم تحطيم الأثاث والتحف واغتنم البعض الفرصة للمرح في حمام السباحة.

ثم انتقلوا إلى مكتب الرئيس والمقر الرسمي لرئيس الوزراء. وفي وقت متأخر من المساء أضرم المتظاهرون النار في المنزل الخاص لفيكريم سينجي ولم يكن راجاباكسه ولا فيكريم سينجي في مقري إقامتهما عندما هُوجما.

حيث قال مسؤول في مستشفى إن زهاء 45 شخصاً نُقلوا إلى مستشفى رئيسي يوم السبت، لكن لم ترِد تقارير عن وقوع وفيات.

تحميل المزيد