أصبحت الصين القوةَ الأجنبية الأكثر تأثيراً في إفريقيا "إلى حد كبير"، وفق ما كشفه استطلاع رأي حديث أجرته مؤسسة Ichikowitz Family Foundation الجنوب إفريقية بين الشباب الأفارقة، وفق ما ذكره موقع Responsible Statecraft الأمريكي.
الموقع أضاف في تقرير نشره الأربعاء 29 يونيو/حزيران 2022، أن الاستطلاع وجد أيضاً أن أغلب المصوتين يستحسنون هذا التأثير الصيني، فقد ذهب 76% من المشاركين في الاستطلاع إلى أن لبكين تأثيراً محموداً في المنطقة.
تراجع تأثير أمريكا لصالح الصين
أما فيما يتعلق بتأثير الولايات المتحدة في إفريقيا، فقد تراجع إلى نسبة 67%، وهو أقل بعشر نقاط مئوية من الصين، وأقل بسبع نقاط من النسبة التي حصلت عليها الولايات المتحدة في عام 2020.
إضافة إلى ذلك، قال 72% من المشاركين في الاستطلاع إن للولايات المتحدة تأثيراً محموداً في إفريقيا، وهي نسبة أقل كثيراً من نظيرتها في الاستطلاع السابق، والتي بلغت وقتها 83%.
ألقى ألدن يونغ، الزميل غير المقيم في معهد كوينسي، باللوم في تراجع تأثير الولايات المتحدة بإفريقيا على نهج واشنطن الذي يركز على الأمن في المنطقة.
كما قال يونغ: "يُنظر إلى الولايات المتحدة في الوقت الحالي على أنها مصدر تزويد بالمعدات الأمنية في المقام الأول، وأنه لم يعد لديها الكثير لتقدمه فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية".
على النقيض من ذلك، يقول يونغ: "أما الصينيون، على وجه الخصوص، فيُنظر إليهم على أنهم مستثمرون بارزون في البنية التحتية. وبطبيعة الحال، يتعذر على الولايات المتحدة أن يكون لها تأثير رائد في المنطقة إذا أحجمت عن التنافس في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والمالية".
تراجع تأثير فرنسا كان الأشد
لفت المصوتون ممن يستحسنون أعمال الصين بإفريقيا إلى توسع أثرها الملموس في حياتهم، مدللين على ذلك بأهمية السلع الصينية الرخيصة، واستثمار بكين في البنية التحتية، وفرص العمل التي وفرتها، والقروض التي تمنحها للدول الإفريقية.
شمل الاستطلاع، المعروف باسم "استقصاء آراء الشباب الإفريقي"، لقاءات مع أكثر من 4500 شاب تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، في 15 دولة من دول إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى. وهي النسخة الثانية منه، بعدما صدرت نتائج الاستطلاع الأول في عام 2020.
بينما شملت قائمة المؤسسات والدول المؤثرة في إفريقيا كلاً من الاتحاد الإفريقي (بنسبة 64%)، والاتحاد الأوروبي (بنسبة 62%)، وبريطانيا (بنسبة 55%).
فيما شهدت فرنسا أشد انخفاض بين الدول التي تراجع تأثيرها في القارة منذ عام 2020، فقد تهاوت نسبة القائلين بتأثيرها من 62% إلى 46% في غضون عامين فحسب.
تفوق القادة الأمريكيين
مع ذلك، حافظ القادة الأمريكيون على تفوق واضح على بقية الشخصيات الدولية الأخرى.
فعندما سُئل المصوتون عمن سيكون له أكبر تأثير في إفريقيا خلال السنوات الخمس المقبلة، ذهب عدد كبير من المصوتين (نسبة 37%) إلى التوقع بأن يكون الرئيس الأمريكي جو بايدن أكثر الشخصيات العالمية تأثيراً في القارة، وأعقبه في الترتيب الملياردير الأمريكي بيل غيتس، ومارك زوكربيرغ مؤسس موقع فيسبوك، في المركزين الثاني والثالث.
ثم جاء الرئيس الصيني شي جين بينغ في المركز الرابع بنسبة 13% فقط. وشملت القائمة الرئيس الكيني أهورو كينياتا، ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا.
فيما توقع المصوتون أن يكون لبايدن تأثير أحسن بكثير من تأثير سلفه دونالد ترامب، وقال 63% من المشاركين إنه سيحسِّن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وإفريقيا، وذهب 61% من المصوتين إلى أنه سيساعد في تعزيز الاستثمار الأجنبي.