يدرس الكونغرس الأمريكي، مراجعة التخفيف من مخاوفه بشأن سجل حقوق الإنسان في مصر، مقابل إلغاء القاهرة صفقات الأسلحة مع روسيا، والسعي بدلاً من ذلك للحصول على أسلحة أمريكية.
وفي تقرير حديث للكونجرس، نشره موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 29 يونيو/حزيران 2022، فإنه قد سلط الضوء على مدى تأثير الحرب الروسية في أوكرانيا على نهج واشنطن في المنطقة، حيث تحاول الولايات المتحدة عزل موسكو عن المسرح العالمي.
التقرير أوضح أن أي تراجع في جاذبية روسيا، من حيث كونها شريكاً عسكرياً ومصدراً للأسلحة، يمكن أن يخلق فرصاً للولايات المتحدة، لكن الشراكات الأمنية الوثيقة للولايات المتحدة مع بعض حكومات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد تحفز مزيداً من الاهتمام بالمناقشات طويلة الأمد حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتوازن العسكري الإقليمي.
كما أضاف التقرير أن الكونغرس قد يفكر في قيمة السعي للحصول على تعهد مصري بإلغاء شراء طائرات روسية، والتمكن من شراء طائرات أمريكية، مقابل القلق المستمر بشأن سجل مصر السيئ في مجال حقوق الإنسان.
وانتقد الكونغرس الأمريكي، خلال الأعوام الماضية، حالة حقوق الإنسان في مصر، مع توجيه دعوات لتعليق المساعدة للبلاد، ووقف صفقات الأسلحة. ففي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، شنّت الحكومة المصرية حملة قمع على منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المستقلة والنشطاء الحقوقيين والمعارضين السياسيين.
ونفى الرئيس السيسي ذلك باستمرار، وصوّر الحملة على أنها جزء من حرب ضد الإرهاب.
وقف المساعدات
وفي العام الماضي، أوقفت الإدارة الأمريكية 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر، بدعوى مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.
لكن اقتراح ميزانية وزارة الخارجية لعام 2023 تضمّن بنداً يفصل أوضاع حقوق الإنسان المصرية عن بعض المساعدات العسكرية للبلاد.
وصرحت إدارة بايدن بأنها معنية بحقوق الإنسان في مصر، لكن الصراع في أوكرانيا يخلق فرصاً للدول لمزيد من التحالف مع الولايات المتحدة.
وخلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ في أبريل/نيسان، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن للسيناتور كريس مورفي: "هذا وقت حرج أيضاً في العلاقة مع عدد من البلدان، لا سيما البلدان التي قد تعيد النظر في علاقاتها والاعتماد المحتمل على روسيا".
وأضاف بلينكن: "لكنني أشارككم تركيزكم واهتمامكم بالكامل بحقوق الإنسان، بما في ذلك في مصر. فهي ستظل جزءاً أساسياً من سياستنا، حتى ونحن نعمل على تعزيز ما يمثل شراكة حيوية بالنسبة لنا".
المعركة على سوق الأسلحة في الشرق الأوسط
في السنوات الأخيرة، صُنِّفَت مصر ضمن أحد أكبر 4 مشترين للأسلحة الروسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقاً لمعهد إستوكهولم الدولي لأبحاث السلام Sipri.
وفي مارس/آذار، أخبر قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ أنَّ الولايات المتحدة تخطط للموافقة على بيع طائرات "إف15" المتقدمة إلى مصر.
كما أشار تقرير الكونغرس إلى أنَّ الهجوم الروسي على أوكرانيا قد يكون قد أفسد جهوداً بذلتها موسكو على مدى سنوات للتوسع في سوق الأسلحة في الشرق الأوسط.
وقال التقرير إنَّ الكونغرس يمكن أن يسهم بدور في مراجعة صفقات أسلحة إضافية مع دول في الشرق الأوسط، إذا دعمت تلك الدول السياسة الأمريكية تجاه الحرب الروسية الأوكرانية.
وذكر التقرير أنَّ "الكونغرس قد يراجع المساعدة الأمنية المقترحة ومبيعات الأسلحة لشركاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في ضوء دعم الشركاء لسياسة الولايات المتحدة تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، واحتمال تراجع جاذبية روسيا بصفتها شريكاً أمنياً".