نفى وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الثلاثاء 28 يونيو/حزيران 2022، وجود أي طرح لتشكيل تحالف عسكري تكون إسرائيل جزءاً منه، وذلك بعد أيام من حديث ملك الأردن الملك عبد الله، عن تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط، على غرار حلف شمال الأطلسي "الناتو".
الصفدي، قال في تصريحات لقناة "الجزيرة" الإخبارية، تعليقاً على تصريحات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حول تشكيل تحالف عسكري عربي: إن "ما طرح هو سؤال في مقابلة صحفية لجلالة الملك حول ناتو في المنطقة، ليس بمعنى امتداد للحلف الأطلسي، ولكن كطرح لآلية دفاعية عربية لمواجهة التحديات المشتركة".
كما أكد الصفدي أنه لا يوجد أي حديث عن تحالف عربي تكون إسرائيل جزءاً منه، "ولا يوجد طرح من هذا القبيل".
حلف "ناتو عربي"
ويأتي هذا بعد أن تحدث الملك الأردني، في وقت سابق، في مقابلة أجرتها معه قناة "سي إن بي سي" عن أن الأردن تعمل بنشاط مع الناتو، وتعتبر نفسها شريكاً في الحلف، بعد أن قاتلت جنباً إلى جنب مع قوات الناتو لعقود، كما عبّر عن رغبته في رؤية "المزيد من البلدان في المنطقة تدخل في هذا المزيج"، وأكد قائلاً: "سأكون من أوائل الأشخاص الذين يؤيدون إنشاء حلف في الشرق الأوسط، كحلف شمال الأطلسي".
فيما قالت صحيفة واشنطن بوست الأربعاء، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيعرض عندما يصل إلى الرياض رؤيته لتشكيل هيكلٍ أمني إقليمي جديد، يطلق عليه مسؤولو البيت الأبيض "حلف الناتو العربي"، لتوجيه الحرب ضد الإرهاب ومقاومة التمدد الإيراني. وكجزءٍ أساسي من الخطة، سيعلن بايدن أيضاً عن واحدةٍ من أكبر صفقات بيع الأسلحة في التاريخ.
فكرة تشكيل "حلف الناتو العربي" وفق واشنطن بوست كانت تُطرح وتُناقش على مدار السنوات الماضية، ودائماً ما كانت تحظى بدعمٍ سعوديٍ قوي، ولكن حتى الآن لم تؤيدها الحكومة الأمريكية بشكلٍ صريح. وقال مسؤولون إنَّ هذا المفهوم يتفق مع 3 مبادئ رئيسية لسياسة بايدن الخارجية "أمريكا أولاً"، وهي: الحرص على تدعيم القيادة الأمريكية في المنطقة، وتحويل العبء المالي المُتعلق بالأمن إلى الحلفاء، وتوفير الوظائف الأمريكية للمواطنين الأمريكيين (من خلال صفقاتٍ ضخمة لبيع الأسلحة).
ووفقاً لما ذكره مسؤولون، فإنَّ الرئيس الأمريكي يبحث عن إجابة السؤال حول كيفية إمكانية تسليم الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية المطاف المسؤولية الأمنية في المنطقة إلى الدول الموجودة بها.
ويأتي حديث الملك الأردني في ظلّ لقاءات متسارعة بين قادة الدول العربية والشرق الأوسط، تسبق قمة عربية أمريكية تستضيفها السعودية منتصف الشهر المقبل، بمشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وتأثرت دول العالم بتبعات الحرب الروسية الأوكرانية، حيث ارتفعت أسعار المحروقات والعديد من المواد الغذائية، الأمر الذي دفع قادة الدول، بمن فيهم العرب، إلى عقد لقاءاتٍ مكوكية في إطار إجراء مباحثات لمواجهة الأزمة.