أظهرت بيانات من شركة إيناجاس التي تدير شبكة الغاز في إسبانيا، اليوم الأربعاء 29 يونيو/حزيران 2022، أن الغاز الطبيعي بدأ يتدفق من إسبانيا باتجاه المغرب عبر خط أنابيب كان قد توقف عن الضخ في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وسط خلاف دبلوماسي بين المغرب والجزائر.
إذ قال متحدث باسم إيناجاس إن "عملية التصديق تضمن أن هذا الغاز ليس من أصل جزائري".
وقررت الجزائر العام الماضي عدم تمديد اتفاق لتصدير الغاز إلى إسبانيا عبر خط أنابيب يمر بالمغرب المجاور، مما أوقف تقريباً كل إمدادات المغرب من الغاز، مع تدهور العلاقات بين الرباط والجزائر.
وفي أبريل/نيسان الماضي، حذرت الجزائر مدريد من إعادة تصدير الغاز الجزائري إلى المغرب، بعد أن أكدت وزيرة الطاقة تيريزا ريبيرا وجود خطط لضخ الغاز عبر خط أنابيب المغرب العربي-أوروبا في الاتجاه العكسي، وبدء تصدير الغاز الطبيعي إلى المغرب.
مخاوف الشركات العملاقة
على أثر ذلك، بدأت شركات إسبانية عملاقة إثارة المخاوف من تداعيات ملموسة وكبيرة على مصالحها في الجزائر؛ بسبب قرار الأخيرة تعليق معاهدة الصداقة التي تجمعها بإسبانيا منذ 20 عاماً، نتيجة دعم مدريد لخطة المغرب فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية.
موقع Africa Intelligence الفرنسي قال، الثلاثاء 21 يونيو/حزيران 2022، نقلاً عن مصادر خاصة، إنه من شبه المؤكد أن تطال الخطوات الانتقامية التجارية والاقتصادية عملاق خدمات النفط الإسباني شركة Técnicas Reunidas (تكنيكاس ريونيداس) أولاً.
كانت الشركة، التي يقع مقرها في مدريد، قد أبرمت، في يناير/كانون الثاني 2020، اتفاقاً مع شركة "سوناطراك" الجزائرية كان يمثل العقد الأكبر الذي تحصل عليه شركة إسبانية في الجزائر.
فيما كان من المقرر أن تبني شركة تكنيكاس ريونيداس مع شريكتها الكورية الجنوبية شركة Samsung Engineering (سامسونغ الهندسية)، مصفاة تكرير نفط جديدة في مدينة حاسي مسعود.
ولقي تحول موقف مدريد حول قضية الصحراء الغربية استحساناً في الرباط؛ حيث قرر المغرب إعادة سفيره إلى إسبانيا بعد غياب لمدة عام تقريباً عقب خلاف دبلوماسي طويل.