أثارت السلطات في بكين حالة من الحيرة والغضب بعد الإعلان عن إمكانية استمرار سياسة "صفر كوفيد" على مدى السنوات الخمس القادمة، وهي سياسة تنطوي على إغلاقات واسعة وإجراء اختبارات الفيروس الجماعية الإلزامية وقيود على السفر.
نُسبت المذكرة إلى كاي تشي، سكرتير الحزب الشيوعي الصيني في بكين. وقد ورد بالنص الأصلي: "في السنوات الخمس القادمة، سوف تتمسك بكين، بلا كللٍ، بتطبيع الوقاية من الوباء والسيطرة عليه"، بحسب ما نقلته صحيفة The Guardian البريطاني الإثنين 27 يونيو/حزيران 2022.
نُشرت المذكرة لأول مرة في الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي الصيني Beijing Daily، ثم أعيد نشرها عن طريق منصات إعلامية حكومية أخرى.
انتشر محتوى المذكرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الإشارة إلى استمرار هذه السياسة لـ"خمس سنوات" حُذفت من غالبية المنصات الصحفية والإعلامية على الإنترنت، وكذلك حُذف الوسم المرتبط بها على موقع التواصل الاجتماعي الصيني Weibo.
كذلك ورد في المذكرة الالتزام بمواصلة وتحسين "الإدارة الصارمة لآلية تنسيق الوقاية والسيطرة المشتركة" الخاصة بالمدينة، وبنظام الاستجابة للطوارئ، وضمن ذلك الآلية المصممة لمنع انتشار الفيروس وانتقاله، وذلك عن طريق "العزل والإدارة، والسيطرة… بمجرد ظهور [أي حالة انتشار]".
وذكرت كذلك استمرار عمليات التفتيش السكنية الصارمة، و"تطبيع" الاختبارات المنتظمة وإدارة وتنظيم عمليات دخول المدينة والخروج منها.
في ظل حكم الرئيس الصيني شي جين بينغ، التزمت السلطات الصينية بسياسة صفر كوفيد، برغم أن بقية دول العالم تختار مسلك التعايش مع الفيروس أو تخفيف وطأته. أمر شي السلطات بإيجاد توازن بين سياسة صفر كوفيد والنمو الاقتصادي؛ نظراً إلى أن التدابير غير المتوقعة تزعج السكان.
غضب على مواقع التواصل
وأثار إعلان الإثنين، وتعديل فحواه لاحقاً، حالة من الغضب والحيرة بين سكان بكين وتجلى هذا على شبكة الإنترنت. وبدا غالبية المعلقين غير مندهشين من مواصلة سياسة صفر كوفيد لنصف عقد آخر، لكن قليلين هم من عبّروا عن دعمهم للفكرة.
قال أحد مستخدمي منصة Weibo: "بدأ العد التنازلي للهروب من الصين".
وقال مستخدم آخر: "الغاية النهائية من التصدي للوباء هي العودة إلى الحياة الطبيعية، ويبدو أن الجميع نسوا هذا الأمر".
وشوهد وسم يسلط الضوء على عبارة "في السنوات الخمس القادمة، سوف تتمسك بكين، بلا كللٍ بتطبيع الوقاية من الوباء والسيطرة عليه" التي ذُكرت في الإعلان، لنحو مليون مرة قبل حذفها في غضون ساعات قليلة.
لم توضح السلطات البيان ولم توضح كذلك سبب حذف الإشارة إلى خمس سنوات. وقد أشار بعض المراقبين إلى أن عبارة "خمس سنوات" تُستخدم عادة في الإعلانات الحكومية، لكنها بدت إطاراً زمنياً في هذا السياق، أو أنها أُضيفت بالخطأ عن طريق الناشر الأصلي للإعلان، وهي صحيفة Beijing Daily.
لكن الصحيفة لم تقدم أي توضيح حول الأمر عند التواصل معها عن طريق صحيفة The Guardian البريطانية.