أعلنت النيابة العامة بمدينة الناظور شمال المغرب الإثنين 27 يونيو/حزيران 2022، ملاحقة 65 مهاجراً، غالبيتهم من السودان، أوقفوا بعد محاولتهم اقتحام سياج جيب مليلية الإسباني انطلاقاً من شمال المملكة، في محاولة عنيفة أسفرت عن مصرع 23 مهاجراً آخرين.
حيث وجهت النيابة لـ37 من الموقوفين تهم "الدخول بطريقة غير شرعية للتراب المغربي" و"العنف ضد موظفين عموميين" و"التجمهر المسلح" و"العصيان"، بحسب ما أوضح محاميهم خالد أمعز لوكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء 28 يونيو/حزيران.
أضاف المحامي أن الموقوفين الباقين، وعددهم 28 مهاجراً، سيحاكمون بنفس التهم بالإضافة إلى تهمة "الانضمام لعصابة لتنظيم وتسهيل الهجرة السرية إلى الخارج".
حسب أمعز، فإن الدفاع قد التمس ملاحقتهم في حالة إطلاق سراح، غير أن النيابة العامة رفضت الاستجابة لهذا الطلب "لانعدام ضمانات حضورهم وخطورة الأفعال المنسوبة إليهم".
كما أوضح المحامي أن غالبية المهاجرين يتحدرون من إقليم دارفور بالسودان، في حين يتحدر الباقون من تشاد ومالي بالإضافة إلى مهاجر يمني واحد.
ارتفع عدد قتلى محاولة العبور الجماعي لمهاجرين من المغرب إلى جيب مليلية الإسباني الجمعة 24 يونيو/حزيران، إلى 23 شخصاً على الأقل بحسب ما أعلنت الرباط.
قالت السلطات المغربية إن الكارثة وقعت بعد أن حاول مهاجرون اقتحام سياج يحيط بجيب مليلية؛ حيث لقي بعضهم حتفهم سحقاً فيما وصفته السلطات بحادث تدافع، في حين سقط آخرون من فوق سياج مرتفع.
فيما أظهر مقطع فيديو نشرته جمعية حقوقية في المغرب عدداً كبيراً من المهاجرين الأفارقة مكدسين معاً وقد تكوّمت أجسادهم فوق بعضها وكان العديد منهم بلا حراك، فيما قام عدد قليل منهم بإيماءات ضعيفة.
من جانبها، ذكرت الرباط ومدريد أن نحو ألفي مهاجر حاولوا اقتحام السياج المحيط بالجيب للعبور إلى الأراضي الإسبانية في وقت مبكر من صباح الجمعة، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة استمرت ساعتين مع قوات الأمن وحرس الحدود. وتمكن نحو 100 شخص من عبور السياج.
تأتي محاولة التوغل الأخيرة بعد أشهر فقط من تغيير إسبانيا موقفها بشأن الصحراء الغربية لتقترب أكثر من موقف المغرب وتنهي خلافاً استمر عاماً حول المنطقة المتنازع عليها؛ مما مهد الطريق لإبرام اتفاق لتعزيز التعاون في مراقبة الحدود.
من جانبه، ألقى رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث، السبت، باللوم على "مافيا" مهربي البشر في حادث التوغل العنيف والمميت للمهاجرين الذي أسفر عن إصابة عشرات من الضباط الإسبان والمغاربة.
وقال سانتشيث في مؤتمر صحفي في مدريد: "لقد كان اعتداء على سلامة أراضي بلادنا".