وافقت الحكومة الإسرائيلية، الأحد 26 يونيو/حزيران 2022، على مشروع قانون يمنح حوالي 400 من المحاربين السابقين في "جيش لبنان الجنوبي" أو ما يعرف بـ"جيش لحد"، يعيشون في إسرائيل، مساعدات مالية قدرها 160 ألف دولار، لشراء منازل، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.
إذ اقترح مشروع القانون وزير الدفاع بيني غانتس، ووزير المالية أفيغدور ليبرمان، وسيمنح المساعدة لأولئك الذين خدموا في جيش لبنان الجنوبي، وهو ميليشيا مسيحية شُكّلت خلال الحرب اللبنانية، وكان حليفاً لإسرائيل ضد حزب الله، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست".
من جهته، رحب وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، بقرار الحكومة تقديم معونات سكنية إلى مقاتلين سابقين في جماعة مسلحة لبنانية شاركت بجانب القوات الإسرائيلية في الحرب الأهلية اللبنانية قبل نحو 40 عاماً.
قال الوزير إن الخطة الحكومية لتقديم مساعدات مالية لمقاتلي "جيش لبنان الجنوبي" لشراء منازل؛ تعد بتحقيق العدالة لمن حاربوا بجانب إسرائيل، وأجبروا على الرحيل من بلادهم.
قصة "جيش لحد" اللبناني
وقد شكّل جيشَ لبنان الجنوبي عام 1976 جنودٌ انشقوا عن الجيش اللبناني، ثم حصل على دعم إسرائيل، خصوصاً عقب غزوها لبنان في يونيو/حزيران 1982، في إطار ما سمته عملية "السلام في الجليل" ضد الفصائل الفلسطينية هناك.
ومع انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000، اختار مقاتلو جيش لحد، الذين كانوا يخشون الانتقام، المنفى، واستقر العديد منهم في إسرائيل التي لم توقع معاهدة سلام حتى الآن مع لبنان.
بعد قرابة 40 عاماً من غزوها لبنان، أعلنت إسرائيل عن هذه المساعدات لمحاربين قدامى في جيش لبنان الجنوبي "كحل لأزمة الإسكان التي تعانيها 400 أسرة لم تحصل على سكن مناسب بعد وصولها إلى إسرائيل"، بحسب الجيش.
كما سيتمكن أرامل هؤلاء المقاتلين في جيش لبنان الجنوبي "جيش لحد" من الاستفادة من هذه المساعدة السكنية "إذا كنّ يقمن في إسرائيل"، بحسب ما أوضح الجيش الإسرائيلي الذي أنشأ في السنوات الأخيرة وحدة خاصة لدعم هؤلاء المقاتلين الذين تقول الدولة العبرية إن لديها "دَيْناً أخلاقياً" تجاههم.
حيث قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي: "نكن احتراماً كبيراً لإخواننا في السلاح، جنود جيش لبنان الجنوبي، الذين حاربوا إلى جانبنا لسنوات، مخاطرين بحياتهم".
في المجموع، ما زال يعيش ما بين 2400 و2700 لبناني، من بينهم أطفال، في إسرائيل، بحسب عائلاتهم في لبنان، علماً أن عدداً هذه العائلات قطعت علاقتها مع اللبنانيين المذكورين، خوفاً من أن يتهم أفرادها "بالعمالة".