أعلن الأمن المغربي، الأحد 26 يونيو/حزيران 2022، عن إحباط مخطط لتنظيم عملية هجرة غير نظامية إلى مدينة سبتة، الواقعة شمالي المملكة وتخضع لإدارة إسبانيا، وذلك بعد أيام من مقتل مهاجرين خلال محاولتهم عبور جيب مليلية الإسباني من المغرب.
المديرية العامة للأمن الوطني المغربي قالت، في بيان، إن "عناصر الشرطة بولاية أمن تطوان (شمال المملكة) تمكنت، صباح الأحد، من إجهاض مخطط لتنظيم عملية جماعية للهجرة غير النظامية عن طريق الاقتحام وتسلق السياج الفاصل بين تطوان وسبتة".
وأضاف البيان أن العمليات الأمنية المنجزة بشكل احترازي أسفرت عن توقيف "59 مرشحاً للهجرة غير النظامية بكل من تطوان ومنطقة بليونش بضواحي الفنيدق (محاذية لسبتة)، وينحدرون جميعهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء".
كذلك لفت البيان إلى أنه تم العثور بحوزة بعض المهاجرين على معدات حديدية تمت صناعتها خصيصاً لاستخدامها في عمليات الاقتحام والتسلق في إطار عمليات الهجرة غير المشروعة.
عقب توقيفهم أحالت السلطات المغربية جميع الموقوفين لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، "وذلك للكشف عن جميع الامتدادات والارتباطات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي، وكذا توقيف كافة المتورطين في تنظيم عمليات الهجرة غير النظامية الضالعين في هذه القضية".
يأتي هذا الإعلان بعد يومين من محاولة أكثر من ألفي مهاجر إفريقي، الجمعة، اقتحام مدينة مليلية (شمالي المغرب وتديرها إسبانيا)، وفق السلطات الإسبانية.
أسفرت عملية الاقتحام عن مقتل 23 مهاجراً غير نظامي، وإصابة العشرات منهم ومن أفراد الأمن المغربي، وفق ما نقل موقع القناة الأولى المغربية (حكومي) عن سلطات المملكة.
كان قد ظهر في مقطع فيديو عشرات الأشخاص ممددين على الأرض بجوار السياج الحدودي المغربي وكان بعضهم ينزف فيما كان الكثير منهم بلا حراك.
منظمات حقوقية قالت إن الفيديو يكشف المشاهد المروعة التي أعقبت محاولة عبور جماعي لمهاجرين من المغرب إلى الجيب الإسباني.
تأتي محاولة التوغل الأخيرة بعد أشهر فقط من تغيير إسبانيا موقفها بشأن الصحراء الغربية، لتقترب أكثر من موقف المغرب، وتنهي خلافاً استمر عاماً حول المنطقة المتنازع عليها، مما مهد الطريق لإبرام اتفاق لتعزيز التعاون في مراقبة الحدود.
كانت الرباط قد اتُّهمت في الماضي باستخدام المهاجرين ورقة ضغط على مدريد، خصوصاً في سياق الأزمة الدبلوماسية التي مرت بها علاقات البلدين العام الماضي، لكن المصالحة التي توصلا إليه مؤخراً واستئناف تعاونهما في مكافحة الهجرة غير النظامية تزامَنا مع انخفاض في أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى إسبانيا، بحسب وزارة الداخلية الاسبانية.
يُشار إلى أن سبتة ومليلية، فضلاً عن الجزر الجعفرية وجزر صخرية أخرى بالبحر المتوسط تتبع إدارة مدريد؛ حيث تعتبرها الرباط "ثغوراً محتلة".