قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الإثنين 27 يونيو/حزيران 2022، إن الحكومة الإسرائيلية بدأت بتسجيل "عقود ملكية أراضٍ"، لأشخاص يهود، قرب المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية.
حيث أوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن وزارة العدل بدأت، يوم الخميس 23 يونيو/حزيران، عملية تسجيل ملكية الأراضي المجاورة للمسجد الأقصى، رغم أنها مملوكة للأوقاف الإسلامية.
الأراضي المذكورة تبلغ مساحتها نحو 350 دونماً (الدونم ألف متر مربع)، وهي مملوكة للأوقاف الإسلامية، وتقع بين المقبرة اليهودية وسور البلدة القديمة جنوب المسجد الأقصى.
استهداف أراض قرب المسجد الأقصى
ذكرت "هآرتس" أن السلطات الإسرائيلية تقول إن عملية تسجيل قطعة الأرض المذكورة، الواقعة جنوب الحرم القدسي، تأتي بهدف "تضييق الفوارق الاقتصادية وتحسين نوعية حياة الفلسطينيين المقيمين في القدس".
إلا أن "هآرتس" استدركت تقول: "لكن من الناحية العملية، يتم استخدامها في المقام الأول لتسجيل الأراضي لليهود، في حين أن الفلسطينيين بشكل عام متخوفون من التعاون مع هذا الجهد".
تشير "هآرتس" إلى أن اليهود سيحاولون استغلال عملية التسجيل لامتلاك الأراضي، في حين يرفض الفلسطينيون التعاطي مع العملية؛ خوفاً من استغلالها لمصادرة أراضيهم.
حيث قالت "هآرتس": "في الغالب، رفض الفلسطينيون في القدس التعاون؛ خوفاً من أن يدّعي الوصي على أملاك الغائبين (حكومي) ملكيتها كلها، أو جزء منها".
أضافت: "يبيح القانون الإسرائيلي لحارس أملاك الغائبين الإسرائيلي مصادرة الممتلكات إذا كانت مسجلة لشخص يُقيم أو كان يقيم في دولة معادية".
مقاطعة الفلسطينيين لعملية التسجيل
كانت الحكومة الإسرائيلية قد قررت في العام 2018 إطلاق عملية التسجيل، ولكن الفلسطينيين شككوا بأن الهدف منها هو مصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية بالقدس، بداعي إما عدم امتلاك أوراق ملكية، أو وجود مالكين خارج المدينة، وبالتالي يصادرها حارس أملاك الغائبين بداعي أنهم "غائبون".
كما قالت "هآرتس": "لا يزال أكثر من 90% من الأراضي في القدس الشرقية غير مسجلة".
كان عدنان الحسيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قد حذر في وقت سابق من هذا الشهر، في تصريح مكتوب لوكالة الأناضول، من "سعي السلطات الإسرائيلية إلى مصادرة وتسجيل نحو 350 دونماً من أراضي الوقف الإسلامي في القدس لصالح قبور اليهود".
كما أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن المقبرة اليهودية تم استئجارها من الأوقاف الإسلامية منذ عقود طويلة.
تحذير من "حصار" الأقصى
فيما حذّر الحسيني، في حينه، من أن الإجراء يأتي "لمصادرة المزيد من الأراضي لإطباق الحصار على المسجد الأقصى والمدينة المقدسة بشكل عام، وإحكام السيطرة على أكبر مساحة ممكنة، وطمس الهوية الفلسطينية العربية والإسلامية المسيحية للقدس، وصولاً إلى الهدف المنشود بتهويد المدينة".
قالت صحيفة "هآرتس": "قد تؤدي عملية التسجيل في المنطقة إلى احتجاجات من الأوقاف، التي تدير المسجد الأقصى، ومن الفلسطينيين والأردنيين وآخرين".
كما أشارت الصحيفة إلى أن الخطوة الأولى في عملية التسجيل تتمثل في إصدار إشعار عام لأي شخص يدعي الملكية في المنطقة التي يتم فيها التسجيل، ويُطلب من المطالبين تقديم دليل على الملكية.
نقلت "هآرتس" عن وزارة العدل الإسرائيلية ردها: "إن الادعاءات بأن عملية التسجيل تُستخدم للسيطرة على الأرض وتوطين اليهود هناك، لا أساس لها". ولم تعلق دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس على هذا التقرير.