قال رئيس الوكالة الاتحادية الألمانية، كلاوس مولر، الجمعة 24 يونيو/حزيران 2022، إن القيود الروسية على إمدادات الغاز قد تتسبب في ارتفاع أسعار الغاز بألمانيا ثلاثة أضعاف خلال الأشهر المقبلة، حسب ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية.
وفي حديث له مع وكالة ARD الألمانية، قال مولر إن المستهلكين الألمان قد يواجهون ارتفاعاً قدره ثلاثة أضعاف في أسعار الغاز بالمستقبل القريب، بالتزامن مع تقييد روسيا لإمدادات الغاز المتجهة إلى أوروبا.
إذ خفضت موسكو تدفق الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 بنسبة 40% الأسبوع الماضي، بحجة "الأسباب الفنية" التي رفضتها برلين باعتبارها ذريعةً واهية.
وأدت القيود الروسية إلى ارتفاع أسعار السوق بنسبٍ تتراوح بين أربعة وستة أضعاف، بينما قال مولر إنه "من المحتمل أن ترتفع الأسعار بمقدار ضعفين أو ثلاثة".
لكنه استبعد تمرير هذه "القفزات الهائلة في السعر" إلى المستهلكين بالكامل، مشدداً في الوقت ذاته على أن المواطنين الألمان "يجب أن يستعدوا لارتفاعٍ كبير في التكاليف".
وأفاد بأن ارتفاع التكاليف الذي يلاحظه الناس حالياً في فواتير الطاقة نتاج لارتفاع أسعار سوق الغاز في الخريف الماضي.
يشار إلى أن وزارة الاقتصاد الألمانية أعلنت، الخميس 23 يونيو/حزيران، عن المرحلة الثانية من خطة الطوارئ، التي تنقسم إلى ثلاث مراحل، محذرةً من ارتفاع خطورة نقص الإمدادات على المدى البعيد نتيجة التقييد الروسي المُمنهج لإمدادات الغاز.
وتُتيح "مرحلة الإنذار" لشركات المرافق تمرير أسعار الغاز المرتفعة إلى العملاء، مما يساعد بالتبعية على تقليل الطلب.
فيما قال وزير الاقتصاد روبرت هابك إن هناك بعض المخاوف من وقف الإمدادات الروسية بالكامل في 13 يوليو/تموز المقبل ولمدة 10 أيام، عندما يجري إغلاق خط أنابيب نورد ستريم 1 بالكامل من أجل الصيانة السنوية.
وبسؤاله عما إذا كان قلقاً من أن يقرر فلاديمير بوتين عدم فتح أنابيب الغاز مرةً أخرى بعد الصيانة المقررة، أجاب هابك في حديثه لقناة محلية: "سأكذب إذا قلت لكم إنني لست قلقاً حيال هذا الأمر".
من جانب آخر، أوضح المسؤول الألماني مولر، أن برلين يمكنها الاستمرار بدون إمدادات الغاز الروسي لمدة شهرين أو أكثر قليلاً فقط.
وأفاد في حديث تلفزيوني مساء الخميس، بأنه "في حال امتلاء مرافق التخزين في ألمانيا بنسبة 100%.. فيمكننا أن نستمر بدون الغاز الروسي تماماً لنحو شهرين ونصف الشهر فقط، وبعدها ستفرغ الخزانات بالكامل".
وأضاف أن ألمانيا تحتاج للتوفير في استهلاك الغاز وتنويع مورديها سريعاً؛ من أجل الاستعداد لمرحلة انكماش الإمدادات.
وتابع قائلاً: "غالبية السيناريوهات المطروحة ليست جيدة. وتعني أننا سنمتلك كميةً قليلة للغاية من الغاز بنهاية الشتاء، أو في الخريف والشتاء، مما سيمثل وضعاً بالغ الصعوبة".